فى الوقت الذى تستعد فيه دول الاتحاد الأوروبى لانتخابات البرلمان الأوروبى لدورة جديدة تمتد 5 سنوات لشغل 705 مقاعد بدلا من 751 مقعدا حاليا نهاية الشهر الحالي، يثور الخلاف ويشتد بين بروكسل وواشنطن حول التعاون العسكرى فى سياق ما تناقشه الدول الأوروبية من خطوات لتوحيد سياساتها الدفاعية المشتركة، وصولا لإنشاء اتحاد دفاعى عسكرى وجيش أوروبي. يزعج ذلك إدارة ترامب التى وجهت رسالة للاتحاد الأوروبى تحذره من وضع عراقيل أمام دخول الشركات الأمريكية للسوق الأوروبية، وبما يعرض التعاون عبر الأطلسى فى إطار حلف الناتو لهزة. وفى خطابات أوروبية لوزارتى الخارجية والدفاع الأمريكيتين أكد الاتحاد أن سوقه ستظل مفتوحة أكثر من السوق الأمريكية أمام المنتجات العسكرية للشركات الأجنبية، ومن غير الصحيح أن ذلك من شأنه الإضرار بالعلاقات بين حلف الناتو ودول الاتحاد. يذكر أن اتفاق التعاون الهيكلى الدائم «بيسكو» الذى تم التوصل إليه قبل 18 شهرا ينظم التعاون العسكرى بين تلك الدول، ويخصص لمرحلته الأولى صندوق تمويل بقيمة 13 مليار يورو. ويرى البعض أن التاريخ بعد 100 عام قد يصف اتفاق «بيسكو» بأنه مهد الطريق لتشكيل الجيش الأوروبي. ومنذ اتفاقية لشبونة 2009 أصبح هناك سند قانونى لمشاركات أوروبية فى مناطق الأزمات سواء بخبراء مدنيين أو عسكريين أوعتاد. وقد بدأت المشاركة الأوروبية بإرسال قوة بحرية للصومال عام 2008. وتوالت المشاركات وعمليات التدريب بعد ذلك فى البوسنة والعراق وأوكرانيا وكوسوفو ومالى وأفغانستان وليبيا وإفريقيا الوسطي، ويبلغ الإنفاق العسكرى السنوى لدول الاتحاد 200 مليار يورو، ويتطلع لخفضها بتوحيد الهياكل العسكرية والتسليح. ومن أكبر المدافعين عن التعاون العسكرى المشترك لدول الاتحاد المستشارة ميركل والرئيس ماكرون. [email protected] لمزيد من مقالات إيناس نور