العفو هو الامتناع عن مؤاخذة المسيء أو الانتقام منه، وهو من أجمل القيم الإسلامية التى تؤدى إلى التعاطف والمحبة بين الناس. وقد دعا القرآن الكريم إلى العفو فى العديد من الآيات. من ذلك قوله تعالى: «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين»، وقال جل شأنه فى وصف المتقين: «الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين». وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه القيمة النبيلة فقال: «ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله». وقد روى أن رجلاً جاء حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف فقال: من يمنعك مني؟ قال: «الله عز وجل» فسقط السيف من يده فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «من يمنعك مني؟» قال: كن خير آخذ قدر، قال: «تشهد أن لا إله إلا الله» قال: لا ولكنى أعاهدك ألا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فذهب إلى أصحابه فقال جئتكم من عند خير الناس. ولعل من أفضل نماذج العفو عند المقدرة ما روى عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دخل المسجد الحرام صبيحة الفتح ورأى رجال قريش مطأطئين رءوسهم ينتظرون حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاتح المنتصر عليهم فقال: «يا معشر قريش ما ترون إنى فاعل بكم» قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء». ويتصل بالعفو خلق الحلم والتسامح، والحلم هو ضبط النفس وكظم الغيظ حتى لا يصدر عنها ما يكره عند الغضب من فعل أو غيظ. أما التسامح فهو أن يتغاضى عن أخطاء الآخرين، ويغفر لأعدائه عداوتهم، ويقابل السيئة بالحسنة مما يترتب عليه تجنب أسباب الشقاق، وبقاء العلاقات الطيبة بين أفراد المجتمع. وقد دعا الإسلام إلى هذه الفضيلة، فقال تعالى: «ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم».