من حق عمال مصر أن نحتفى بهم فى عيدهم كل عام، وأن تكرمهم الدولة ممثلة فى شخص رئيس الجمهورية شخصيا، ومن حقهم أيضا أن يتطلعوا إلى تحسين أوضاعهم المالية والمعيشية، ولكن أيضا من واجب كل عامل مصرى أن يسأل نفسه فى هذا اليوم المهم.. ما هو الإنجاز أو الإنجازات التى حققها لبلده أو حتى لنفسه؟ وماذا قدم لهذا البلد العريق خلال العام المنصرم؟ وهل هو راض عن نفسه وعن الجهد الذى بذله أو يبذله من أجل رفعة هذا الوطن والإعلاء من شأنه؟ والواقع أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عيد العمال أمس الأول كانت كاشفة وحازمة فى الوقت نفسه، خاصة عندما قال: إن حرص الدولة على الاحتفال سنويا بعيد العمال يجسد فى جوهره احترامها العميق لما يقدمه عمال مصر من إسهام فى شتى ميادين الإنتاج. ويؤكد دورهم الوطنى المهم والرئيسى فى مسيرة البناء والتطوير. ولكن فى إشارة قوية على أن الجهد والعرق الذى تبذله الشعوب وعلى رأسهم العمال هو الذى يرفع الدول والأمم، قال الرئيس السيسى وبحسم: إن من يريد (من الدول والشعوب) أن يجد له مكانا مناسبا فى العصر الحديث بين دول العالم، فإنه يتعين عليه أن يتحلى بأعلى درجات التفانى والإتقان فى عمله، وأن يجتهد لاستيعاب ثورة المعلومات والطفرة الهائلة التى يشهدها العالم فى الابتكارات العلمية والتطبيقات التكنولوجية الحديثة. وبدون الاجتهاد فى العمل وإتقانه كما قال الرئيس لن نكون قادرين على تطوير قدراتنا على نحو أفضل أو التأثير والإسهام بإيجابية فى مسيرة الحضارة الإنسانية، وهو المعنى الذى أكده الرئيس بكل صرامة ووضوح فى كلمته، عندما قال إن الأمم لا تبنى بالأمانى والشعارات، ولكن بالجهد والعرق، وإنه لا يوجد معيار أدق من العمل للتعرف على معدن الإنسان فجميع الحضارات الإنسانية قامت على سواعد عمالها الذين أسهموا بجهودهم وفكرهم فى إعلاء شأن أوطانهم حتى صار عيد العمال رمزا للعطاء والتضحية. لمزيد من مقالات رأى الأهرام