لم تعد السينما بما تعرضت له من كبوات منذ فترة قادرة على استيعاب هذا الكم من الفنانين والفنيين الذين تزخر بهم الساحة، بل أصبحت طاردة لنجوم كانوا يوما يسيطرون على شباك التذاكر. فلجأوا إلى الدراما التليفزيونية القادرة على استيعابهم، وأثروها كما وكيفا وحققت الدراما بهم مكاسب ضخمة مع ازدهار سوق الإعلانات الضرورية لدوران عجلة الإنتاج، واعتبر شهر رمضان موسما خاصا والتوقيت الأكثر جذبا. كانت الصناعة مستقرة وتزداد نموا، إلى أن بدأت العام الماضى تدور الدوائر عليها، بالتلاعب فى خريطة العروض، ورأينا مسلسلات لنجوم مثل يسرا ومحمد هنيدى تستبعد من الفضائيات المصرية، وعلى المتفرج البحث عنها بالقنوات الخليجية. واستفحلت الأزمة هذا العام بفرض مزيد من القيود كتحديد ميزانية الإنتاج والتحكم فى قنوات العرض، والأخطر التدخل فى جوهر النصوص، فكل شيء يقبل المجادلة إلا الوصاية على الفكر والرؤية الإبداعية، ليختفى كثير من النجوم هذا العام، ويجلسون على دكة الاحتياط بعد أن كانوا يضيئون سموات الفضائيات بأعمالهم ومنافساتهم. واختفت كلمة حصرى لفقدان المنافسة بوجود ما يشبه الاحتكار. وتراجع الاستعانة بالنجوم العرب لانخفاض عدد المنتج لنحو 18مسلسلا، وهو رقم كارثى إذا قورن بالمنتج فى سوريا مثلا، بكل ما تعانيه ستقدم 29مسلسلا جديدا برمضان! أين النقابات واتحادات الفنانين والمنتجين مما يجرى؟ هناك نحو مليونى بيت مفتوح من تلك الدراما التى تغدق بخيرها على الكافة من عامل الإضاءة والنجارة والعتال والكومبارس إلى سائر الفنانين والنجوم ممن يعتبرون ثروة قومية كما هى الحال ببلدان العالم المتحضر. لمزيد من مقالات سمير شحاته