فى قرار مفاجئ، أعلن وزير التخطيط الأندونيسى بامبانج برودجونيجورو أمس عن خطط حكومية لنقل العاصمة الإندونيسية خارج مدينة جاكرتا، بتكلفة تتراوح بين 23 مليارا و 33 مليار دولار أمريكي. وقال وزير التخطيط برودجونيورو إن الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو، قرر فى اجتماع خاص لمجلس الوزراء ، نقل العاصمة خارج جزيرة جاوا الأكثر اكتظاظاً بالسكان فى إندونيسيا. وأشار إلى أن الموقع الجديد للعاصمة لم يتم اختياره بعد، لكن عملية النقل قد تستغرق عشر سنوات. وأكد برودجونيورو أن العاصمة الجديدة ستقام على مساحة تتراوح بين 74 ألفا و 90 ألف هكتار ، وسيبلغ عدد سكانها نحو 15مليون شخص، مقارنة بتعداد منطقة العاصمة الكبرى الحالي، الذى يصل إلى 30 مليون نسمة. وتعانى العاصمة جاكرتا من العديد من المشاكل منذ عدة عقود، إلى الحد الذى خرجت فيه الكثير من النداءات المطالبة بتغييرها منذ استقلال البلاد عن هولندا عام 1945. وكانت السلطات قد باشرت خلال العقدين الماضيين مشروعا لإلغاء مركزية الحكومة عبر منح المزيد من السلطة السياسية والموارد المالية للمجالس البلدية، فى محاولة لتخفيف اختناق العاصمة. فالمدينة العملاقة تعانى أسوأ اختناق مرورى فى العالم، على نحو يكلف الاقتصاد سنويا نحو 100تريليون روبية ، أى ما يعادل 68 مليار دولار، وذلك فضلا عن تحذيرات الباحثين من احتمال غرق معظم المدينة بالكامل تحت سطح البحر بحلول عام 2050. وتعد جاكرتا أسرع مدن العالم غرقا، إذ بات نصفها حاليا تحت مستوى سطح البحر تقريبا. ويرجع العلماء ذلك إلى المياه الجوفية . وبالرغم من غموض الموقع الجديد الذى تنتوى السلطات الإندونسية نقل مقارها إليه، تشير وسائل الإعلام إلى أن مدينة بالانجكارايا ، الواقعة بجزيرة بورنيو شمال شرقى البلاد، تعد أبرز المدن المرشحة لخلافة جاكرتا. وكان مؤسس إندونيسيا، سوكارنو، قد اقترح جعلها العاصمة بالفعل فى الماضي، لكن وقع الاختيار فى النهاية على جاكرتا لتكون العاصمة. ويخشى المراقبون من أن يؤدى التحول إلى بالانجكارايا إلى خسارة ما بها من غابات ، التى تعد اخر الغابات الإندونيسية.