فى هذه الحلقة من سلسلة المقالات التى نوجهها أسبوعيا الى وزير النقل المهندس كامل الوزير، أطالبه بأن يقوم بجولة مفاجئة ودون أن يعرف احد الى ورش الفرز التابعة للسكك الحديدية، فسوف يجد عجبا، انها بمنزلة مستنقع كبير، أكوام من القمامة و المخلفات و الخردة ، طرق غير ممهدة، ساحات مفتوحة، ناس تدخل و تخرج دون رقابة، تصرفات هى اقرب الى الفوضي، لا نظام ولا انضباط، أرجوك الا تخبر مسئولا عندما تتوجه الى هناك حتى ترى الوضع على طبيعته المؤسفة التى تصيب اى زائر او متابع او مراقب بالإحباط، عشرات وربما مئات العربات والجرارات القديمة التى تم شراؤها بمئات الملايين، ستراها وقد تحولت الى خردة، الامر الذى يجعل اى إنسان يصاب بالحسرة على هذه الامكانات والقدرات التى تضيع هباء. ستجد كيف يتم اهدار المال العام تحت وطأة الاهمال وعدم المسئولية، وستضع يديك على صور سلبية للغاية، وإننى متأكد من إنك سوف تتخذ قرارات غير مسبوقة تعيد الاعتبار لهذه الورش التى من المفترض انها تمثل واجهة السكك الحديدية. باقى ان نعلم ان ورش الفرز تقع على مساحة 300 فدان فى قلب القاهرة بين منطقتى شبرا والزاوية الحمراء وتبعد عن محطة مصر عدة كيلومترات و تضم عددا من الورش المخصصة لتجهيز عربات القطارات قبل السفر الى جميع أنحاء الجمهورية والدخول الى محطة رمسيس من حيث الصيانة والنظافة وغيرها من الضوابط اللازمة ليكون القطار جاهزا للمسافرين. فاصل قصير: أن تحسن لمن أحسن إليك، فالكل يستطيع ذلك، لكن أن تحسن لمن أساء إليك فذلك لا يستطيع فعله إلا العظماء.. نجيب محفوظ. لمزيد من مقالات هانى عمارة