فى مدينة الحب والسلام والفن وبرعاية وزارتي الثقافة والشباب والرياضة أقيمت الدورة الرابعة من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى التى شهدت تنوعا كبيرا هذا العام واحتشاد عدد كبير من نجوم الفن المصرى على رأسهم سيدة المسرح العربى سميحة أيوب والفنانون الكبار محمد صبحى وليلى طاهر وسميرة عبد العزيز ومحيى إسماعيل ومديحة حمدى ومحمود الحدينى ود. سميرة محسن وأحمد عبد العزيز ومصطفى شعبان. ونخبة كبيرة من النجوم المصريين والعرب والأجانب وعلى رأسهم الكاتب والمخرج العالمى يوجينو باربا الحائز على جائزة بيرانديللو وجائزة الأوسكار من الدانمارك ومؤسس المدرسة الدولية لأنثروبولوجيا المسرح.. وكاترين مارناس رئيس مراكز الإبداع المسرحى بفرنسا والتى يبلغ عددها 38 مركزا لتعليم وتأهيل المبدعين وتدريبهم فى مختلف التخصصات الفنية.. وربما كان حرص اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء على حضور فعاليات الافتتاح والختام ودعمه الدائم للمهرجان هو السبب الأساسى فى النجاح على المستوى الفنى وأيضا على مستوى التنشيط السياحى الذى شهد ارتفاعا ملحوظا أثناء عقد المؤتمر.. وحرص الزوار من مختلف بلدان العالم على حضور العروض المجانية والتصوير مع النجوم وهو ما دفع اللواء خالد فودة إلى التصريح بأن الدورة الخامسة فى العام المقبل إن شاء الله ستكون فى مدن نويبع ودهب والطور إلى جانب شرم الشيخ حتى يستمتع كل زوار المحافظة وأهلها بعروض المهرجان. وقد شهدت الدورة الرابعة ثلاث مسابقات.. الأولى هى الكبرى وتألقت فيها كندا بعرض ساحر يحمل عنوان «15 ثانية» ويتناول قصة حياة المنتج الراحل مصطفى العقاد الذى استشهد وهو يحضر عرس ابنته من جراء عمل إرهابي خسيس.. واللافت في هذا العرض أنه تناول حياة المنتج الكبير ذى الأصل الأردنى صاحب سلسلة أفلام الرعب «هالويين» التى أدّرت عليه ثروة ضخمة أنفقها فى إنتاج الأفلام ذات القيمة الإنسانية والأخلاقية وعلى رأسها فيلم الرسالة.. وكان يحلم بإنتاج فيلم عن حياة القائد العربي البطل صلاح الدين الأيوبى.. كما تناولت المسرحية الكندية حياة الإرهابى الذى يحاول من جانبه أن يخدم الدين ويحارب أعداء الله كما صور له من استخدموه وقاموا بغسل عقله وألبسوه الحزام الناسف.. وتتناول أيضا أسرتى القاتل والشهيد فى مشاهد إنسانية مكثفة سريعة الإيقاع وعالية التقنية بأداء رفيع من كل أبطال العرض لاسيما ندى حمصى الكندية من أصل أردنى التى قدمت دور والدة مصطفى العقاد.. وعند انتهاء العرض وقف كبار النجوم فى تحية استثنائية وعلى خلاف التقاليد المتبعة وقف أعضاء لجنة التحكيم أيضا للتصفيق والتهنئة.. ولعل هذا العرض الرفيع القادم إلينا من كندا ينبهنا إلى ضرورة قيام الفن بدوره التنويرى فى التصدى لظاهرة الإرهاب التى أصبحت كارثة تهدد العالم بأسره.. كما قدم معهد الفنون المسرحية المصرى عرضا كوميديا راقيا هو دراما الشحاتين إخراج محمد الرخ والذى حصلت رنا خطاب من خلاله على لقب أفضل ممثلة.. وفى تصورى أن محمد ناصر كان يستحق هو الآخر جائزة أفضل ممثل.. وعلى مستوى عروض المونودراما أبهرنى عرض بلاي لاند من فرنسا الذى يجمع بين فن المايم والتمثيل والرقص الإيقاعى ويروى مأساة إنسان بسيط ينزعج من الضوضاء فى الشارع ولا يستطيع التكيف اجتماعيا ويفضل قضاء الوقت مع ألعاب الكمبيوتر ثم يجد نفسه ينزلق داخل اللعبة وينتقل من لعبة عنيفة لأخرى ليواجه الوحوش ويبارز المصارعين ويسبح هربا من أسماك القرش وينتهى العرض باستيقاظه من ذلك الكابوس المزعج، فيقرر أن يتصالح مع ضوضاء الشارع ويفتح النافذة بسعادة ثم يمتلك الشجاعة فى فتح باب شقته والخروج إلى حياة الواقع.. وكانت عروض الشارع متراوحة المستوى وأبرزها عرض الفنان الفلسطينى الأصل الأردنى الجنسية غنام غنام والذى يروى فيه بأسلوب الحكواتى نضال أسرته ضد ظروف الاحتلال القاسية والإصرار على الإبداع والمقاومة عن طريق فن المسرح.