كلما التقيت أحد معارفك فى بقاع مصر المحروسة تجده يبادرك بعبارة «كل سنة وأنت طيب» أو ينهى بها حديثه معك. التهنئة تتكرر يوميا وخلال العام بكامله، فهل تعرف لماذا يحرص المصريون دون غيرهم من الشعوب على تبادل التهانى طوال السنة؟ تريث قبل أن تترك خيالك يشرد لأفكار مغلوطة، فذلك لا علاقة له بالسعادة المرضية ولا بالمغيبات، حيث يرجع أصل العبارة إلى كثرة الأعياد التى تصل إلى 12 عيدا فى السنة وحسب ترتيبها سنويا هي: عيد الميلاد، الشرطة، تحرير طابا، تحرير سيناء، العمال، الفطر، الجلاء، ثورة 23 يوليو، الأضحى، القوات المسلحة، مدينة السويس ثم عيد النصر. أضف لما سبق مناسبات روحانية طيبة أغلبها لا تسمى لفظا كلمة عيد، إنما مردودها المعنوى عند الكثيرين كالأعياد منها: المولد النبوى، رمضان، الإسراء والمعراج،، العذراء مريم، أحد السعف، الحسين، السيدة زينب، السيدة نفيسة، المرسى أبو العباس، السيد البدوى، عبد الرحيم القنائى ثم الغريب. وربما يرجع أصل العبارة إلى طبع شعب اشتهر بالود والألفة، لكن مهما تنحز لأى من الأسباب فلن تأتى بجديد، فكلنا يعرف أن الأعياد تترك بهجة بالأنفس، تلك مسألة طبيعية، كما شهد العالم للمصريين بالألفة والمودة، وذلك أمر معلوم، لكن الجديد ما كشف عنه استفتاء سنوى صادرعن الأممالمتحدة يتعلق بأكثر شعوب الأرض سعادة، حصد لقبه شعب فنلندا لعام 2018 وما أغضبنى ذهاب اللقب لغير المصريين، ولا يعنى ذلك استكثاره على الأصدقاء الفنلنديين، بل انحيازا لما تمنيته لأهلى وناسى الفرحين بتهنئة بعضهم يوميا من شعب أم الدنيا الودود. الخلاصة وبروح رياضية تهنئة واجبة للفنلنديين وكل سنة وهم طيبون. لمزيد من مقالات ياسر مهران