قرأت أن ربة منزل بمركز سمسطا بمحافظة بنى سويف تدعى سالمة سمير جابر إكتشفت فجأة وبلا مقدمات أنها تعمل موظفة بمجلس المدينة منذ نحو 8 سنوات، وأنها تتقاضى أجرا شهريا كاملا، ويتم سداد التأمينات لها بصفة دورية، حيث تم كشف النقاب عن الواقعة عندما توجهت لإجراء التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة فى إطار تنفيذ المبادرة الرئاسية لمكافحة فيروس «سى» المعروفة ب (100 مليون صحة) حيث تبين أنها مصابة بالفيروس، وتم تحويلها إلى مستشفى بنى سويف التخصصى لتلقى العلاج غير أن الموظف المختص رفض صرف الدواء لها، وطلب منها التوجه إلى مستشفى التأمين الصحى لأنها موظفة بجهة حكومية طبقا للبيانات المدرجة على الحاسب الآلى الخاص بالمستشفى التخصصى! وإثر ذلك بادرت السيدة سالمة بالتوجه إلى جهاز التعبئة العامة والإحصاء لاستطلاع الأمر حيث تبين أنها مسجلة بالفعل على الحاسب الآلى، وأنها موظفة بمجلس المدينة منذ أغسطس 2010 ومؤمن عليها، وبسؤالها أفادت أنها كانت قد تقدمت منذ نحو 8 سنوات بطلب للعمل بمجلس المدينة إلا أنها لم يصلها رد فى هذا الشأن مطالبة الجهات المختصة بالتدخل لإيجاد حل لمشكلتيها مع المرض والتعيين!، وتعليقا على ذلك أقول إنها واقعة أغرب من الخيال لا يصدقها عقل أراها تكشف النقاب عن داء الإهمال العضال الذى ينخر فى عظام المجتمع، ويئن تحت وطأته معظم الجهات الحكومية، حيث استشرى وانتشر وتوغل هنا وهناك على نحو غير مسبوق يقض المضاجع ويبعث على الإحباط والاكتئاب، وينذر بعواقب وخيمة ما لم يتم تداركه بحسم ومواجهته بحزم، وأتساءل وفى الحلق غصة: كيف تم إدراج السيدة سالمة على الحاسب الآلى كموظفة بمجلس المدينة دون أن توقع على نموذج إستلام العمل بالجهة المشار إليها؟! وكيف تم إصدار قرار التعيين دون تقدمها بالمسوغات اللازمة وإجراء الكشف الطبى المطلوب؟! ومن المسئول عن إدراج اسمها فى كشوف الرواتب، ومن الذى كان يقوم بالصرف بدلا منها شهريا؟ وأين إدارة المراجعة المالية بمجلس المدينة من تلك الواقعة المؤسفة؟ وماذا عن كشوف الحضور والانصراف؟ ألم يلحظ الموظف المختص انقطاعها المتواصل عن العمل على مدى 8 سنوات ؟!! وماذا حال دون إرسال إنذار إدارى لها بالفصل حال إستمرار إنقطاعها عن العمل؟!! ولماذا لم يتم إصدار قرار بفصلها طوال تلك المدة ؟.. إنها واقعة يجب ألا تمر مرور الكرام إذ تحتاج إلى وقفة حازمة من جانب المسئولين بمحافظة بنى سويف لكشف النقاب عن المتورطين فيها لمحاسبتهم إداريا وقانونيا ووضع الأمور فى نصابها الصحيح درءا لتكرارها مستقبلا. مهندس هانى أحمد صيام