فقد زوج ابنتي وظيفته منذ حوالي عامين, وأصبح بلا مورد مالي, فتحملت ابنتي وحدها مسئولية الإنفاق علي منزل الزوجية بكل أعبائه, والآن حدث خلاف بينهما واستحالت العشرة, فهل من حق ابنتي أن تطالب زوجها بأن يرد لها ما أنفقته طوال هذين العامين؟ الدكتور حسين شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر يجيب:يعتبر الزوج مسئولا عن الإنفاق علي البيت, لقوله تعالي: الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم.., ولكن في حالة عدم استطاعة الزوج الاستمرار في إنفاقه علي البيت لعسره أو لفقره أو لفقده وظيفته, أو لأي سبب آخر مشروع وخارج عن إرادته, ففي هذه الحالة يجب علي الزوجة أن تنفق علي البيت من مالها الخاص, فهذا واجب يدخل في نطاق تقوية ميثاق الزوجية وقيم الود والحب والرحمة, أما استرداد الزوجة لما أنفقته فهذا يتوقف علي التكييف الشرعي لهذه النفقة ونية الزوجة أو إتفاقها مع زوجها, فلو كانت نيتها المشاركة عن طيب نفس في نفقات البيت وتراضت علي ذلك مع زوجها, فلا يجوز لها أن تعود وتطالب بأن تسترد ما أنفقته, وكذلك لا يجوز لها أن تطالبه بإعادة هذه الأموال إليها إذا كانت نيتها أن ماتعطيه لزوجها علي سبيل الهدية أو الهبة أو الزكاة حيث أجاز الفقهاء أن تعطي الزوجة زكاة مالها لزوجها المعسر أما في حالة أن يكون إنفاق الزوجة, علي سبيل القرض الحسن لزوجها, لحين تحسن أحواله, فلها أن تطالبه بآداء ما أنفقته, فيكون دينا علي الزوج تجاه زوجته, ملزما برده حال إستطاعته, ويجب أن تعلم الزوجة أنها مثابة من الله علي ماتنفقه في جميع الحالات وأيا كانت نيتها.