الحكومة توضح الهدف من ملاحظات السيسي على قانون الإجراءات الجنائية    رئيس جامعة العريش يسلم شهادات انتهاء البرنامج التدريبي الخاص بتأهيل وتدريب المعيدين الجدد    آخر تحركات الدولار أمام الجنيه بعد قرار المركزي خفض الفائدة    بسبب اعتراض أسطول الصمود، بلجيكا تستدعي سفيرة إسرائيل    أمين عام الناتو يدعو لتعزيز التعاون مع المفوضية الأوروبية لدعم القدرات الدفاعية    سعر الدولار ينخفض لأدنى مستوى عالميًا مع قلق الأسواق من الإغلاق الحكومي الأمريكي    نجل زيدان بقائمة منتخب الجزائر لمواجهتي الصومال وأوغندا بتصفيات المونديال    استشهاد 53 فلسطينيًا فى قطاع غزة منذ فجر اليوم    طاقم حكام سوداني لمباراة بيراميدز ونهضة بركان في السوبر الأفريقي    مصر في المجموعة الأولى ببطولة العالم لكرة اليد تحت 17 عام بالمغرب 2025    نتائج 6 مواجهات من مباريات اليوم الخميس في دوري المحترفين    عودة لاعب ريال مدريد.. قائمة منتخب فرنسا لمواجهتي أذربيجان وأيسلندا    ضبط صانعي محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو تتضمن ألفاظًا خارجة تتنافى مع قيم المجتمع    التعليم: امتحان الإنجليزي لطلاب الإعادة بالثانوية العامة على المنهج المطور    العثور على جثة مسن داخل مسكنه بالشرقية    «النار دخلت في المنور».. كيف امتد حريق محل ملابس إلى عقار كامل في الهرم؟ (معايشة)    فريق عمل يوميات عيلة كواك يحتفل بإطلاق المسلسل    تركي آل الشيخ يكشف السر وراء نجاح موسم الرياض    خبير علاقات دولية ل"اليوم": ما فعله الاحتلال ضد قافلة الصمود إرهاب دولة    «هل الأحلام السيئة تتحقق لو قولناها؟».. خالد الجندي يُجيب    انطلاق النسخة التاسعة من مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال 30 يناير    مصر تبحث مع البنك الدولي تعزيز التعاون بمجالي الصحة والتنمية البشرية    حزب العدل ينظم تدريبًا موسعًا لمسئولي العمل الميداني والجماهيري استعدادً لانتخابات النواب    ضبط طن مخللات غير صالحة للاستخدام الآدمي بالقناطر الخيرية    البابا تواضروس الثاني يلتقي رهبان دير القديس الأنبا هرمينا بالبداري    «الوزراء» يوافق على تحويل معهد بحوث السادات إلى كلية التكنولوجيا الحيوية    تركيا.. زلزال بقوة 5 درجات يضرب بحر مرمرة    المجلس القومي للمرأة يستكمل حملته الإعلامية "صوتك أمانة"    البلدوزر بخير.. أرقام عمرو زكى بعد شائعة تدهور حالته الصحية    نجل غادة عادل يكشف كواليس علاقة والدته بوالده    وزير الخارجية يتوجه إلى باريس لدعم حملة ترشح خالد العنانى فى اليونيسكو    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    إخلاء سبيل سيدتين بالشرقية في واقعة تهديد بأعمال دجل    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2أكتوبر 2025.. موعد أذان العصر وجميع الفروض    إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية مكثفة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة    طرق الوقاية من فيروس HFMD    «أطفال بنها» تنجح في استخراج مسمار دباسة اخترق جدار بطن طفل    المصري يختتم استعداداته لمواجهة البنك الأهلي والكوكي يقود من المدرجات    ما يعرفوش المستحيل.. 5 أبراج أكثر طموحًا من غيرهم    وست هام يثير جدلا عنصريا بعد تغريدة عن سانتو!    14 مخالفة مرورية لا يجوز التصالح فيها.. عقوبات رادعة لحماية الأرواح وضبط الشارع المصري    لهجومه على مصر بمجلس الأمن، خبير مياه يلقن وزير خارجية إثيوبيا درسًا قاسيًا ويكشف كذبه    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ترتفع إلى 13.4 تريليون جنيه بنهاية أغسطس    برناردو سيلفا: من المحبط أن نخرج من ملعب موناكو بنقطة واحدة فقط    وزير الري يكشف تداعيات واستعدادات مواجهة فيضان النيل    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    تفاصيل انطلاق الدورة ال7 من معرض "تراثنا" بمشاركة أكثر من 1000 عارض    السفير التشيكي يزور دير المحرق بالقوصية ضمن جولته بمحافظة أسيوط    رئيس الوزراء: ذكرى نصر أكتوبر تأتى فى ظل ظروف استثنائية شديدة التعقيد    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    تحذيرات مهمة من هيئة الدواء: 10 أدوية ومستلزمات مغشوشة (تعرف عليها)    القائم بأعمال وزير البيئة في جولة مفاجئة لمنظومة جمع قش الأرز بالدقهلية والقليوبية    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    جامعة بنها تطلق قافلة طبية لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء .. الناشئون ليس لهم مسابقات
نشر في الأهرام اليومي يوم 23 - 04 - 2010

الناشئون بمصر في كل اللعبات الرياضية لا لعبة بعينها يخضعون لمنظومة مسابقات خاطئة ليست لها مثيل في الدول المتقدمة والغريب أن الكل يعرف هذا والكل يعترف والكل عاجز عن إصلاحها والأغرب أن الإصلاح لا يحتاج إلي مال ولا إمكانات ولا جديد عن الموجود لدينا‏... ‏السيد محمود أحمد علي رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية ورئيس اتحاد السلة المصري‏..‏ يعترف بذلك بكل صراحة وبنفس الصراحة يؤكد أن تغيير الحال يبدو وكأنه من المحال‏!.‏ ما هي الحكاية؟‏.‏
الحكاية أنهم في الدول المتقدمة لا ينظمون مسابقات رسمية فيها منافسات إلا بعد سن ال‏15‏ سنة لا في اللعبات الفردية ولا في الجماعية والناشئ في هذه المرحلة ووفقا للعبة التي يلعبها ينظمون له مهرجانات للتعرف علي ما اكتسبه من مهارات اللعبة‏..‏ مهرجانات ليس هدفها المكسب والخسارة إنما ليعرف الناشئ كيفية تطويع ما اكتسبه من مهارات في الأداء وليعرف المدرب نقاط الضعف لإصلاحها والقوة لتأكيدها‏...‏
في دول العالم المتقدمة رياضيا يتعاملون مع رياضة البطولة علي أنها علم له قواعد وليس سبوبة رزق والسلام لذلك هناك خطة إعداد بدني موضوعة لخمس أو ست سنوات حسب اللعبة وهذه الخطة مقننة وفقا للأعمار ومتغيرة طبقا لمراحل النمو‏...‏
في دول العالم المتقدمة هناك خطة لإكساب المهارات الفنية للعبة وفق أسلوب علمي وليس جهجهوني‏..‏ والخطة تعطي للمدرب المتخصص في العمل مع النشء الوقت الكافي الذي يمكنه من إكساب المهارات لناشئيه ونتكلم عن سنوات خمس أو ست‏..‏ فيها يكسب النشء مهارات اللعبة كلها وعنده الوقت الكافي لهذا وهو يحاسب ويتم تقويمه علي ذلك‏..‏ وبعد الانتهاء من إكساب المهارات من ثبات وحركة بمفرده ومع زميل وتطبيق ذلك في تقسيمات جماعية الغرض منها إكساب الناشئ كيفية استخدام مهاراته في أداء جماعي‏...‏
في دول العالم المتقدمة بعدما ينتهون من إكساب المهارات ينتقلون إلي النقطة الأهم التي تنقل اللاعب من حال إلي حال والنقطة الأهم هي تحويل المهارات التي اكتسبها الناشئ إلي عادات حركية‏..‏ كيف؟‏!.‏
تحويل المهارة إلي عادة يأتي بتكرار الممارسة‏.‏ قيادة السيارة مهارة واستمرار القيادة يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر تتحول هذه المهارة إلي عادة حركية يؤديها الإنسان بدون جهد وبدون عناء وبدون شد عصبي‏!.‏ واستخدام فرشاة الأسنان مهارة وتكرار الاستخدام يحولها في يوم إلي عادة تقوم بها دون تركيز ولأجل أن تعرف الفارق بين المهارة الحركية والعادة الحركية حاول أن تستخدم يدك الأخري في الإمساك بفرشاة الأسنان واستخدامها‏..‏ وقتها ستعرف أن المهارة فقط شيء وتحويلها إلي عادة حركية شيء آخر مختلف تماما‏..‏
وفي كرة القدم مثلا الأمر واضح‏..‏ عندما يكون عند اللاعب مهارات اكتسبها ولم يكررها في تدريبات منفردة مئات بل آلاف المرات‏..‏ ستبقي مهارة مرة ينفذها وتصيب ومرات تخيب وهذا يتضح في الضربات الثابتة وكل واحد ونصيبه عندما يكون التسديد عند اللاعب مجرد مهارة اكتسبها‏..‏ لكن الأمر يختلف فيما لو أن هذا اللاعب تدرب وهو صغير والفائدة أكبر والاكتساب أسرع في السن الصغيرة‏..‏ لو أن اللاعب وهو ناشئ بعد اكتسابه المهارات خضع لبرنامج تحويل المهارات إلي عادات بتكرار التدريب علي التسديد مثلا إلي أن يصبح عادة مثل استخدام فرشاة الأسنان‏..‏ وقتها بإمكانه أن يسدد الكرة في المكان المحدد وبالقوة المطلوبة وينجح في هذا باستثناء الخطأ البشري باعتبار أن الكمال لله وحده وأظن أنه في العالم نجوم اكتسبوا مهارة مثل هذه وباتت الكرات الثابتة حول منطقة الجزاء في خطورة ضربات الجزاء‏...‏
في دول العالم المتقدمة يخضع الناشئ لخطة تدريب لا تقل عن خمس سنوات فيها يكتسب ما هو مطلوب إكسابه له من لياقة بدنية في هذه المرحلة ويكتسب المهارات الفنية وبعدها يحولون هذه المهارات إلي عادات حركية‏..‏ وبانتهاء هذه الخطة يكون الناشئ جاهزا للدخول في المنافسات‏..‏ جاهزا بدنيا وجاهزا فنيا وجاهزا نفسيا لأن جهازه العصبي اكتمل نموه وجريمة هناك وضع الناشئ تحت أي ضغوط عصبية قبل اكتمال نمو جهازه العصبي‏...‏
في دول العالم المتقدمة يشاركون بناشئيهم في مسابقات بمختلف اللعبات وأضرب مثالا ببطولة دار مشتاد للسباحة التي تقام سنويا للصغار وتشارك فيها دول كثيرة متقدمة رياضيا ودول غير متقدمة رياضيا‏..‏ فماذا يحدث؟
الدول المتقدمة تدفع بناشئيها للمشاركة للوقوف علي مهاراتهم وأسلوب كل ناشئ في السباحة ولإكسابهم مناخ المسابقات ولا شيء خلاف هذا ولذلك هم لا يمسكون الوقت لناشئيهم حتي لا يضعوهم تحت ضغط عصبي وجهازهم العصبي لم يكتمل‏!.‏ الدول غير المتقدمة رياضيا ونحن منها تذهب إلي هذه البطولة سنويا بجيش ناشئين وجيش أولياء أمور لأن البطولة وقتها متزامن مع الأوكازيونات‏..‏ نذهب وننافس ونفرح بالنتائج ونحن نعلم أن الآخرين ليس لهم علاقة بالوقت ونعود محملين بالألقاب وبعد كام سنة الناشئون الذين كسبناهم في دارمشتاد نجدهم علي منصات التتويج في الدورات الأوليمبية وإحنا هنا‏!.‏ من‏25‏ سنة وأكثر سباح أظنه من الأهلي كسب بطولة دارمشتاد والدنيا قامت علي حيلها هنا‏.‏ وبعد كام سنة من هذا الانتصار واحد من السباحين الذين كسبهم سباحنا حصل علي ست ميداليات أوليمبية‏!.‏
عندنا الوضع في كل اللعبات مختلف جذريا وعندنا مسابقات في السن الصغيرة في كل اللعبات‏...‏
عندنا المدرب في قطاع الناشئين نحاسبه علي النتائج وعقده يتجدد علي ضوء النتائج لذلك الناشئ بالعافية يكتسب مهارة أو اثنتين ومن عنده وقت يكسبه مهارات والمباريات والمنافسات هي الأهم‏!.‏ أحد لم يسأل نفسه كيف نقحم الناشئ في المباريات وهو لم يتعرف بعد علي مهارات اللعبة؟‏..‏ ومتي يكتسبها والأمر يحسب بالنتائج والمدرب يتم تقويمه علي نتائج وليس علي ما أكسبه لناشئيه من مهارات ولياقة؟‏.‏
عندنا جداول مسابقات موضوعة من زمن ويتم التنفيذ من باب تسديد الخانات لأجل إتمام أوراق المسابقات بأن كل المباريات أقيمت ولم يسأل مخلوق يوما ماذا أضافت أي مسابقة فنيا للعبة؟‏.‏
في كرة القدم التي تهم مصر كلها وجدت الدكتور محمود سعد نجم مصر والزمالك الأسبق في الكرة ومدير قطاع الناشئين في الزمالك‏..‏ وجدته يصرخ من هذه النقطة تحديدا ولا أحد يسمع‏!.‏
كلنا يعرف هذه المأساة وأغلبنا صامت‏..‏ لماذا؟‏.‏
‏..........................................................‏
‏**‏ في أغلب اللعبات الرياضية المسابقات والبطولات في كل المراحل السنية تقام لأجل أن يتم تسديد خانة إقامتها ومن ثم أي بطولة تتحول في الغالب إلي مولد ليس له صاحب لأن الهدف لا هو مستوي ولا هو تقويم ولا هو رصد ولا هو أي شيء‏..‏ الهدف أن تقام البطولة كنشاط لابد من تسديد خانة إقامته في الدفاتر‏!‏
بطولة الجمهورية للأثقال أقيمت مؤخرا في محافظة الشرقية‏..‏ وعدد اللاعبات من محافظات مصر في كل وزن ثلاثة أو أربعة بما يعني أن المشاركة في الوزن من ثلاث أو أربع محافظات و‏22‏ محافظة غائبة‏..‏ وهذا مؤشر واضح إلي التراجع المخيف في قاعدة اللعبة‏!.‏
أعلم أن الأثقال شأنها شأن اللعبات الفردية المظلومة جدا ماديا وإعلاميا لكني أعرف جيدا أنه وقت كان تعداد مصر ربع التعداد الحالي كان عدد المسجلين في اتحاد الأثقال ضعف وربما أضعاف عددهم الآن ولم يكن الأمر أسماء علي ورق إنما قاعدة حقيقية في اللعبة التي كنا يوما فيها ملوك الحديد بالعالم‏!.‏
الذي حدث للبطلة نهلة رمضان في بطولة الجمهورية يتطلب وقفة جادة لأن الإصابة التي لحقت بالبطلة لا يجب أن تمر دون حساب‏..‏ لكن المشكلة من الذي يحاسب؟‏.‏ اتحاد الأثقال نفسه‏..‏ يفتح التحقيق ويحاسب علي القصور الفاضح الموجود‏!.‏ اللجنة الأوليمبية تبادر فورا إلي فتح ملف الأثقال وأظن أن أوراقه متضخمة والمشكلات فيه لا حصر لها والمصلحة لم شمل هذه اللعبة التي مزقتها الخلافات وساد قراراتها العناد والضحية رفع الأثقال المصرية‏!.‏ تتحرك اللجنة الأوليمبية لأن رفع الأثقال في مصر ليست ممتلكات فرد يتصرف فيها كيفما شاء دون خشية حساب‏!.‏ تتحرك اللجنة الأوليمبية ومن باب الفضول تسأل‏:‏ كيف عاد إلي مصر المدرب البلغاري إيفانوف المشطوب من سجلات الاتحاد الدولي للأثقال مدي الحياة بعد ثبوت مسئوليته عن فضيحة المنشطات التي تورط فيها منتخب إيران والتي اعترف المدرب إيفانوف خلال التحقيقات التي أجريت معه بأنه كان يعطي المنشطات للاعبين المصريين‏...‏
كيف يعود مدرب مشطوب للعمل في مصر؟‏..‏ وهل تغيير المسمي يغير من أنه مشطوب وممنوع من دخول الملاعب؟‏.‏ تتحرك اللجنة الأوليمبية لأن ما يحدث إساءة لها وهل هناك أسوأ من أن نسمح لمدرب مشطوب بالعمل؟
‏..........................................................‏
‏**‏ أجد نفسي مضطرا للعودة إلي قضية قديمة ملفها أغلق من قرابة السنتين‏..‏ أعود للكتابة فيها بعد الذي قيل في التليفزيون يوم الأحد الماضي‏..‏
كلام التليفزيون الذي قيل عن استاد القاهرة‏..‏ ودهشة التليفزيون من عدم استثمار هذا الاستاد‏..‏ واستنكار التليفزيون لما حدث عندما أرادوا تحقيق هذا الاستثمار وكيف أن المحاولة تم ذبحها بحملة وفق التعبير الذي استخدمه التليفزيون‏..‏ والمعني الذي أراده التليفزيون باستخدامه وصف الذبح‏..‏ الجهل أو الغرض أو الاثنان معا لأجل إيقاف هذه الحملة التي ألغت استثمار الاستاد‏...‏
ولأنني الوحيد الذي وقف ضد هذه الفكرة ولأنني الوحيد الذي قام بهذه الحملة ولأنني الوحيد الذي تمسك برأيه إلي أن قضي الله أمرا كان مفعولا وتم إلغاء خطة استثمار الاستاد‏..‏ أجد نفسي اليوم مضطرا لفتح هذا الملف لإيضاح حقائق كانت واضحة كالشمس للجميع يوم صدر قرار وقف مشروع استثمار الاستاد وأظنها اتنست وتوارت بعد مرور سنتين علي القرار إلي أن جاء التليفزيون من أيام وفتح الموضوع وأغفل كل الحقائق وعكس الآية ووصف في دهشة وتعجب واستنكار الحملة التي قمت بها بأنها ذبحث مشروع استثمار الاستاد‏...‏
ولأن الحكاية لم تكن محاولة نجاح تكاثر عليها أعداء النجاح إلي أن ذبحوها ولأن الحدوتة مختلفة تماما شكلا وموضوعا‏..‏ أجد نفسي اليوم مطالبا بإلقاء الضوء علي كل الحقائق بتلخيص ما كتبته قبل سنتين من خلال هذه النقاط‏:‏
‏1‏ استاد القاهرة صممه مهندس ألماني شرقي في بداية الخمسينات وقت كانت ألمانيا الشرقية قائمة وهذا المهندس هو نفسه الذي صمم ونفذ استاد برلين والاستادان برلين والقاهرة تصميم واحد‏.‏
‏2‏ استاد القاهرة له‏23‏ بوابة مطلة علي الجهات الأربع وكل بوابة تخدم عددا معينا من المتفرجين في مكان معين بالمدرجات وكل بوابة مخصص لها وأمامها ساحة أرض خالية تستوعب كل أعداد المتفرجين مجتمعين الذين سيدخلون ويخرجون من هذه البوابة والمساحة محسوبة لاستيعاب العدد بدون زحام وهذه الساحة لها طريق متسع حتي الشارع الخارجي خارج حرم الاستاد والساحة والطريق حرم لمساحة مدرجات يستحيل شغلها أو تقليصها تأمينا للجماهير فيما لو حدث طارئ وحدث تزاحم وتدافع سواء في الدخول للمدرجات أو الخروج منها‏...‏
‏3‏ استاد القاهرة في تصميمه الألماني كان نواة لقرية أوليمبية كاملة متكاملة وكانت الأرض الموجودة حوله مخصصة له من شارع يوسف عباس شرقا وصلاح سالم شمالا وشارع المنصة جنوبا وشارع آل رشدان غربا‏..‏ كل هذا المربع أو المستطيل كان مخصصا للقرية الأوليمبية إلا أن الأرض استقطعت قطعة بعد الأخري إلي أن أصبح الاستاد أسيرا وسط منشآت كان بالإمكان إقامتها في هذا الوقت غربا حيث الصحراء مفتوحة إلي ما شاء الله‏...‏
المهم أن المساحات التي استقطعوها من الأرض المخصصة للاستاد والقرية ظهرت عليها منشآت جاءت علي حساب الطرق المؤدية للساحات ال‏23‏ المخصصة للبوابات ال‏23‏ وبالتالي أغلقت هذه الطرق لأن المنشآت أقيمت وعليه أغلقت‏19‏ بوابة دخول وخروج للاستاد ولم يتبق إلا أربع فقط وهذا يفسر لماذا نحن دون خلق الله نفتح أبواب الاستاد قبل المباراة بعدة ساعات وعندهم قبلها ب‏20‏ دقيقة‏!.‏ عندنا‏70‏ ألفا سيدخلون من أربع بوابات وعندهم كل بوابة محسوب لها ثلاثة آلاف متفرج لهم طريق متسع وساحة كبيرة بما يسمح بسهولة الحركة والسير والسرعة في الدخول والخروج‏...‏
‏4‏ الطرق المؤدية للساحات تم إلغاؤها والساحات قليلها بقي وأغلبها تم تخصيصه ساحات انتظار وهذه كارثة لأنها صممت لتبقي أرضا خلاء تستوعب آلاف البشر ومعني شغلها بأي نشاط أن هؤلاء البشر معرضون لا قدر الله للخطر فيما لو حدث تدافع لأي سبب‏!.‏
‏5‏ المصمم الألماني الشرقي نفذ نفس تصميم استاد برلين في القاهرة واستاد برلين افتتح في دورة برلين الأوليمبية سنة‏1936‏ ووقتها لم يكن أحد في العالم يتوقع أن تصبح كرة القدم أحد أهم المشروعات الاقتصادية في العالم‏..‏ ولهذا خرج الاستاد مثل النسخة القديمة لاستاد برلين‏..‏ ملعب ومدرجات ومقصورة عادية جدا ودمتم‏!‏
استاد برلين طور نفسه ليساير التقدم المذهل لصناعة كرة القدم والمدرجات مثلا التي كانت دورات مياهها غير ملائمة لأعداد المتفرجين تم تعديلها ليصبح لكل‏100‏ متفرج دورة مياه والمقصورة العادية أصبحت حكاية وموضة الكبائن الموجودة في المدرجات نفذها والمطاعم علي كل شكل أوجد لها مكانا في المدرجات‏...‏
الألمان طوروا استاد برلين ليصبح تحفة رياضية وقلعة استثمارية بإضافة منشآت خلف المدرجات من كل الجهات بما يسمح بإقامة الحمامات والمطاعم والكبائن أو المقصورات الصغيرة التي يؤجرها رجال الأعمال ليقضوا يوم عمل بالغداء يختتم بمشاهدة مباراة لو هناك مباراة‏...‏
الألمان جعلوا استاد برلين منشأة عصرية ومنشأة اقتصادية في مشروع واحد بحجم الاستاد نفسه ولم يقتربوا فيه من ساحات الأرض الخلاء المخصصة لحماية الجماهير من أي خطر وكل الذي أضافوه علي مبني الاستاد شريط لا يتعدي عمقه الأمتار العشرة خلف المدرجات بأعمدة خرسانية قائمة بذاتها وهذه المساحة أضافوها عمقا للمدرجات لأجل الحمامات والمطاعم والكبائن وكل أوجه الاستثمار‏...‏
‏6‏ كل الاستادات العالمية داخلها مشروعات استثمارية موجودة ضمن التصميم الأساسي للاستاد أو مضافة إليه كما حدث في برلين دون أن تكون علي حساب أراض مخصصة لما هو أهم من الاستثمار‏..‏ مخصصة لحماية أرواح بشر‏...‏ وكل الاستادات العالمية ما هو داخل مدرجاتها من مطاعم ومقصورات صغيرة وخلافه تعمل سواء هناك كرة قدم أم لا‏..‏ كل الاستادات ملحق بها صالات مغطاة بمدرجات وهذه الصالات لا تخلو لحظة من نشاط رياضي أو ثقافي أو فني أو أي نشاط ودخلها هائل لأنها مؤجرة باستمرار‏..‏ كل استادات العالم ما من مكان إلا وله أفضل استغلال‏..‏ ولهذا أي منشأة هناك تكسب ومستحيل أن تخسر‏...‏
‏7‏ استاد القاهرة مختلف لأنه منشأة حكومية محكوم بلوائح وقوانين تخطاها الزمن بزمن‏!.‏ استاد القاهرة تم تقطيع أوصاله علي مدي سنوات والمنشآت التي أقيمت حوله وحرمته من أن يكون قلب قرية أوليمبية حقيقية بل وحرمته من أن يكون مثل الاستادات العالمية يمتلئ في دقائق ويخلو في دقائق‏!.‏ استاد القاهرة وفقا لاشتراطات الفيفا لديه قصور في مسألة مهمة وحيوية مثل الحمامات وأظن الموجود لا هو قريب ولا حتي علي بعد أميال من المواصفات التي تشترط حماما لكل‏100‏ متفرج‏!.‏ استاد القاهرة يملك صالة مغطاة أظنها الأكبر في العالم حيث مدرجاتها تستوعب‏30‏ ألف متفرج وعنده صالة أخري سعتها خمسة آلاف متفرج‏..‏ والسؤال كم يوما في السنة تعمل الصالة العملاقة أو الصالة الصغيرة؟ وهل استغلالهما لابد أن يكون مقصورا علي الرياضة؟‏.‏ استاد القاهرة بالإمكان جدا تحويله إلي منشأة استثمارية وهناك حلول عديدة لذلك إلا الحل الذي كان مطروحا‏!.‏
‏8‏ مهندسة مصرية شابة هي أصلا سباحة مثلت مصر دوليا‏..‏ المهندسة الرياضية صغيرة السن وضعت دراسة مقارنة بين استاد القاهرة واستاد برلين وهي دراسة عظيمة أوضحت فيها المهندسة الشابة كيف يمكن تطوير استاد القاهرة ليكون مثل استاد برلين والمشروع يعتمد علي جسد الاستاد لا علي أرض الساحات حول الاستاد والفارق هائل بين الاثنين‏.‏
‏9‏ المهندسة الشابة في مشروعها لتطوير الاستاد علي غرار استاد برلين‏..‏ وضعت حلولا أضافت ساحات للمدرجات من كل الجهات دون أن تجور علي اشتراطات الإخلاء والمساحات المخصصة لذلك‏.‏ المهندسة في مشروعها أضافت مقصورة هائلة وكبائن ومطاعم في الدرجتين الأولي والثانية وأيضا مطاعم في الدرجة الثالثة وغطت الاشتراطات فيما يخص دورات المياه‏.‏ المهندسة الشابة صممت مشروعا يضع الاستاد مع كل استادات العالم رياضيا واستثماريا دون أن تصادر متر أرض واحدا فضاء ودون أن تبيع أرض الاستاد‏.‏
‏10‏ طبعا أحد لم يلتفت لهذا لأن القناعة تامة بأن الحل الوحيد لتحويل الاستاد إلي هيئة استثمارية لابد أن يكون من خلال مستثمر وعلي حساب الأرض الخلاء الفضاء الموجودة داخل حرم الاستاد لتقام عليها محلات ومطاعم ودور سينما إلي آخر هذه الأنشطة وهذه الأرض عشرات الأفدنة وهي فضاء وخلاء لأجل عشرات الآلاف من المتفرجين وليس للبناء عليها‏...‏
هنا نقطة الخلاف‏..‏ أنا أري تحويل الاستاد لمنشأة استثمارية يكون بإضافة للمدرجات‏..‏ إضافة للكبائن والمقصورات والمطاعم وليس بالاستيلاء علي أرض الساحات وإقامة دور سينما ومطاعم ومقاه عليها‏...‏
نقطة الخلاف أن هذه الإضافة مسئولية دولة والتكلفة تعادل ما صرفناه علي استادات المحافظات وبالإمكان أن تتحملها الدولة‏..‏ لا أن تبيع الدولة استاد الدولة‏25‏ سنة لمستثمر وتعطيه الأرض الخلاء وهي عشرات الأفدنة ليبني عليها الدكاكين والمحلات والمطاعم والمسارح‏..‏ ثم نعتبر ذلك إضافة استثمارية للاستاد‏...‏
نقطة الخلاف أن هذه المشروعات التي ستقام علي عشرات الأفدنة‏..‏ كافية لخنق المنطقة مروريا ليصبح بعدها من رابع المستحيلات قدوم أو خروج‏70‏ ألف متفرج لهذا المكان وعلي المتفرجين الذين يريدون مشاهدة مباراة إما الحضور قبلها بيوم أو أن ينسوا حكاية التشجيع‏!‏
هذا ما قلته وقتها وهذا ما جعل الدولة تأخذ قرارها‏..‏ فهل كان قرار الدولة هو الآخر ذبحا للاستثمار؟
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.