لسنوات كثيرة لم تنجح القمم العربية في إحداث طفرة في مواجهة التحديات التي تقف في طريق المصالح العربية. ولم يعد المواطن العربي يتوقع منها ما يخفف مشكلاته، أو النجاح في رأب الصدع الذي يضرب أساس العمل المشترك، خاصة في المجال السياسي. وبات من غير المقبول أن نظل في موقف رد الفعل علي كل ما يحاك لنا، رغم أن الجامعة العربية تضم 22 دولة، ويحتل عدد سكانها الترتيب الرابع بعد الصين والهند والاتحاد الأوروبي. وحين يجتمع القادة العرب في قمتهم الثلاثين اليوم بتونس، يري الكثيرون أن القليل يرجي منها في ظل الظروف التي تمر بها معظم الدول العربية من صراعات واضطرابات وإرهاب وخطر التفتت بجانب التحديات الخارجية، وأبرزها قراران اتخذهما الرئيس الأمريكي بشأن أراضينا العربية، القدس والجولان السورية المحتلة، ليقدمهما هدية لإسرائيل، الي جانب التدخل الإيراني والتركي وإذكاء نار الصراعات بالمنطقة. ومالم يتحرك العرب لن يقف الأمر عند ذلك، وستتوالي الكوارث. طبعا تكون هناك تحركات دبلوماسية للتصدي لتلك القرارات الطائشة المستفزة، لكن دائما ما يكون من الصعب مواجهة الأمر الواقع علي الأرض. أتمني من القمة أن تشهد ارتقاء قادتها فوق ما يفرق ويعكر الأجواء العربية، ليتخذوا خطوة شجاعة باتت ملحة ومطلوبة بشأن عودة سوريا لمحيطها العربي وإنهاء تعليق عضويتها تماشيا مع اتفاق تأسيس الجامعة العربية، الذي ينص علي توسط الجامعة في حل نزاعات ومشكلات دولها. إصدار هذا القرار يبعث الأمل مجددا، ويعني أننا قادرون علي اتخاذ المبادرة في حل قضايانا داخل المحيط العربي ، إن أردنا أن نكون لاعبا سياسيا يراعي دوليا، وهذا أضعف الإيمان. لمزيد من مقالات إيناس نور