قامت الدولة مشكورا جهدها بتكليف من رئيسها الإنسان بعمل حملات للكشف عن المصابين بفيروس سي، وأعقبتها حملات بالمدارس للكشف عن مرضى الأنيميا والتقزم وتقديم العلاج المجانى لهم فى عمل غير مسبوق من أى من الحكومات السابقة مما يؤكد اهتمامها بأبنائها ورعايتها لهم بما لم تشهده مصر فى عصور سابقة، فلله الحمد والمنة وكل الشكر للقائمين على تلك الحملات، والشيء بالشيء يذكر، فقد شهدت الأيام الماضية الإعداد لحملة للكشف عن متعاطى المخدرات، ويعكف مجلس النواب حاليا على سن قوانين لتغليظ العقوبة على المتعاطين تصل إلى حد الفصل من العمل جزاء لما اقترفت أيديهم، وردعا لكل من تسول له نفسه تعاطى تلك السموم، ولكن لنا هنا وقفة مع عقوبة الفصل من العمل، فهى لن تنال المتعاطى وحده بل سيمتد أثرها لينال أسرته المكلومة التى ستعاقب بما لم ترتكب، ولنا فى قوله تعالى العبرة والعظة «لا تزر وازرة وزر أخرى»، فلماذا يحمل الأبناء وزر الآباء فنعاقبهم مرتين؟.. مرة بفقدانهم مصدر رعايتهم وأمانهم، وعندئذ قد يتحول كل منهم إلي إنسان طريد منبوذ من مجتمعه، ومرة بفقدانهم مصدر رزقهم وقوتهم ليتحولوا إلى أذلة بعد عز يسألون الناس، وهذا يعطيهم والآخر يمنعهم .. أليست هناك عقوبة بعيدة كل البعد عن الفصل من العمل.. إن المدمن مخطئ بلا شك فى انجرافه لهذه الهوة السحيقة، ولكنه أصبح الآن إنسانا مريضا مبتلى بحاجة إلى أن نمد له يد العون، ونقدم له العلاج حتى يتعافى فتكسب الدولة بذلك أبناء يزيدون قوة إلى قوتها بدلا من أن تلفظهم أحضانها فيصبحوا مشاريع إرهابيين وقتلة، فنظرة رحمة وتعاطف من جانب واضعى القوانين لتلك الفئة المبتلاه حتى لا نقتلهم وأسرهم بسيف القانون، وليكن السيف قاطعا بتارا لكل من تسول له نفسه الإتجار بتلك السموم، فهم الأولى بسن السيوف وقطع الرقاب وفاء عبدالرزاق نظمي بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية