ظاهرة تعاطى المخدرات أصبحت منتشرة ومتزايدة فى الفترة الأخيرة على مختلف المستويات وفى معظم القطاعات بالدولة، وفى المدارس والجامعات وبين مختلف الأعمار من المراهقين والشباب والرجال والسيدات، مما يشكل ذلك خطورة على صحة المتعاطى ونفسيته وقد تصل به فى كثير من الأحيان إلى التضحية بحياته، بل وتمتد خطورتها على من حوله فى المجتمع، فهذه الظاهرة تزيد من انتشار الجرائم، فالمتعاطى يكون غير مدرك لتصرفاته فيرتكب الجرائم بلا وعي. وقد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى إطلاق المبادرات التى تساعد على مكافحة المخدرات ووضع سبل للقضاء عليها والوقاية منها و التوعية بخطورتها ، وبناء على هذه الدعوة أطلق المجلس الأعلى للجامعات برئاسة الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى مبادرات بمختلف الجامعات الحكومية بتنظيم ندوات لتوعية الطلاب وتثقيفهم بأضرار المخدرات، مشددا على أهمية توفير سبل الكشف والوقاية والتوعية، مع وضع خطة واضحة للعلاج وتوفير العلاج النفسى للطلاب . وفى جامعة القاهرة بدأت الجامعة بتنظيم حملات مفاجئة لإجراء تحليل المخدرات ليس على الطلاب فقط بل امتد ذلك للعاملين بالجامعة من كافة الكليات والإدارات والمستشفيات الجامعية، وتُجرى الحملات من خلال المركز القومى للسموم التابع للجامعة. وأكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة أن الجامعة ستطبق القانون بحسم واتخاذ الإجراءات الصارمة ضد أى «متعاط» من العاملين أو الممتنع عن التحليل ويمكن أن تصل العقوبة إلى درجة الفصل من الوظيفة فى حالة كشف اى موظف تعاطيه للمخدرات. وفيما يخص الطلاب أضاف الخشت ان الجامعة سوف تستضيف نخبة من نجوم الرياضة والإعلاميين والأطباء فى سلسلة من الندوات للتعريف بأضرار المخدرات وسوف تبدأ بالنجم حازم إمام و سيف زاهر. وأكد رئيس جامعة القاهرة انه فى حالة كشف اى طالب تعاطيه للمخدرات سوف يتم اتباع الأساليب العلاجية معه على نفقة الجامعة من خلال مستشفيات الجامعة وفقا لأحدث الطرق العالمية، مشيرا إلى أن الجامعة ستقف بجانب طلابها، ولن تتخلى عنهم. وفى جامعة كفر الشيخ أكد الدكتور ماجد القمرى رئيس الجامعة انه تم بالفعل اتخاذ خطوات جادة وسريعة وتنظيم ندوات لتوعية للطلاب بأضرار تعاطى المخدرات ، وتنظيم حملات مفاجئة وعشوائية للعاملين بالجامعة والطلاب للكشف عن المخدرات ، والطالب او الموظف الذى سيثبت عنده تحاليل إيجابية سيتم تحويله للمستشفى الجامعى لاتخاذ الإجراءات الطبية لعلاجه. واضاف القمرى ان هذه الخطوات للكشف عن المتعاطين تتم فى إطار علاجى وليس عقابيا، بمعنى انه لن يتم اتخاذ اى إجراءات عقابية تجاه من يثبت تعاطيه للمخدرات، بل ستقف الجامعة بجانبه حتى الشفاء مشيرا إلى أن مصر تبدأ مرحلة تحول جديدة ولابد من التكاتف معا لبناء الإنسان المصرى وتعديل مساره فى حالة انحراف سلوكياته وعدم اتفاقها مع القيم والاعراف الجامعية والإنسانية. ومن جانبه اكد الدكتور جمال السعيد رئيس جامعة بنها فى أول تصريحاته عقب توليه منصب رئاسة الجامعة ان الجامعة تنظم مجموعة من الأنشطة والندوات داخل الكليات لتوعية الشباب بمخاطر الإدمان والتعاطى ورفع الوعى لدى طلاب الجامعة بالآثار السلبية لتعاطى المواد المخدرة وكيفية تحصينهم ووقايتهم من المخدرات حرصا على مستقبلهم مضيفا ان الجامعة ستقوم بعمل حملات للكشف على المتعاطين داخل الحرم الجامعي، كما ستقوم الجامعة ايضا بدراسة امكانية تقديم خدمات علاجية للحالات التى تثبت تعاطيها للمواد المخدرة حفاظا عليهم.