انهيار لويس لودولا المتطرف الذى بايع رئيس داعش فى جلسة محاكمته ببريطانيا الأسبوع الماضى, وقد شهدت الحكم عليه بالسجن 15عاما، جاء بعد أن واجهته سلطات التحقيق بعدد من الفيديوهات المسجلة على هاتفه الجوال (موبايله), والتى بايع فيها زعيم داعش وسمى نفسه: (النسر) أو (الشبح), وقال فى أحدها: (أنا النسر ترعرعت بينكم وتعلمت ثقافتكم وطريقة عيشكم.. أرفض كل ذلك فلا يوجد شىء مشترك بيننا، لذلك أتعهد بالولاء لداعش، نحن نحب الموت كما تحبون الحياة)، ثم هدد بريطانيا بأنه سيهجم قريبا.. لويس لودولا خطط للهجوم على شارع أوكسفورد وكان سيقتل, على أقل تقدير, نحو مائة من المواطنين البريطانيين، وقد رأيت أن انهيار ذلك الإرهابى المتطرف بعد أن شاهد نفسه وفيديوهاته فى هاتفه الجوال على يد سلطات التحقيق، قد ألهمنى فكرة داعشية ناجحة وجميلة، هى تعريض الإخوان وأعضاء الجماعات التكفيرية لأى تسجيلات توثق لقيامهم بالتآمر أو التخطيط لقتل ما يعتبرونه خصومهم أو يعلنون فيها خطابهم الملىء بالخزعبلات وأفكارهم المريضة, إذ ربما تسهم مواجهتهم لأنفسهم فى إشعارهم بمدى الانحطاط فى سلوكهم وتمكن نزوات القتل الفاجعة من نفوسهم، فهذا نوع من العلاج العقلى سيقيلهم من المستنقع المتأزم والمعتم والعنكبوتى الذى سقطوا فيه، وهو بمنزلة وضع مرآة فى مواجهتهم لتساعدهم على تأمل ملامحهم الكريهة وتخبرهم شيئا عن الدرك الأسفل الذى وصلوا إليه، لقد درج الإخوان مثلا على الظهور العلنى العام بشكل يخاصم حقيقتهم، وتبنى التكفيريون أفكار (التقية) ليخفوا قسمات وجوههم، فلو أسهمنا فى تبصيرهم بحقيقتهم عن طريق أفلام أو صور ينخرطون فيها فى التآمر سيبدون أمام أنفسهم فى صورهم التى لن يستطيعوا أمامها أى تزوير أو كذب، سيظهرون كما هم بالضبط وجها لوجه وسيعرفون مدى القبح الإنسانى والوطنى الذى صاروا إليه، وربما يحكمون على أنفسهم بالموت ذلك الذى خففت محاكم النقض عددا كبيرا من أحكامه، وحينها لن تجد منظمات حقوق الإنسان مبررا لاعتراضها على إعدامهم. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع