فى واحدة من أهم جلسات منتدى الشباب العربى والإفريقى، فجر الرئيس عبدالفتاح السيسى قضية الفجوة الرهيبة فى البحث العلمى بين النظرية والتطبيق، مشيرًا إلى أنه على الرغم من العدد الكبير من الأبحاث العلمية فى مصر ودول المنطقة، فإن هناك فجوة كبيرة بيننا وبين الدول المتقدمة فى الصناعات المتقدمة. أعتقد أن هذه هى لب المشكلة فى مجال البحث العلمى فى مصر والدول المتخلفة, فلدينا آلاف, وربما الملايين، من الأبحاث العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه وبراءات الاختراع، لكن معظمها أبحاث على الورق ولا يتم تفعيلها، مما يؤدى إلى هروب الكفاءات العلمية إلى الدول المتقدمة ليزدادوا تقدما ونظل نحن أسرى التخلف. التحدى الأكبر، الذى يواجه البحث العلمى، هو كيفية توفير البيئة المناسبة له أولا، من خلال توفير كل الإمكانات المادية والمعنوية للباحثين والعلماء، ورعايتهم، وتمكينهم، فلا يعقل أن يعامل الباحث والعالم بدرجة أقل من فئات أخرى، مما جعل الشباب يعزف عن الاجتهاد والبحث العلمى, ويكفى أن نعرف أن كل الإحصاءات تشير إلى أن الشباب بدأ يهجر الأقسام العلمية فى التعليم الثانوى ويهرب إلى الأقسام الأدبية، وأصبح هناك تخوف من إصابة الأقسام العلمية بالعقم خلال فترة ليست بالطويلة. يحدث هذا فى مصر والدول العربية والإفريقية، فى وقت نجد فيه الدول المتقدمة تفتش عن العلماء والباحثين وتغريهم بكل الإمكانات اللازمة بتوفير حياة كريمة لهم، وتذليل كل العقبات التى تعترض أبحاثهم وابتكاراتهم، ولعل أحمد زويل ومجدى يعقوب ومصطفى السيد... وغيرهم أكبر دليل على الفرق فى التعامل مع العلماء بين الدول المتخلفة والدول المتقدمة. تحويل الأبحاث والدراسات العلمية وبراءات الاختراع إلى التصنيع يحتاج إلى إمكانات مادية ضخمة، وتلك هى المشكلة الحقيقية التى يجب التركيز عليها خلال المرحلة المقبلة، ووضع تصور لتوفير الإمكانات لرعاية المواهب والكفاءات العلمية، وخطة لتحويل الأبحاث العلمية إلى تصنيع يفيد البشرية كلها، مما يسهم فى توفير المنتجات الطبية والتكنولوجية والصناعية المتقدمة بأسعار مناسبة وجودة عالية. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة