لم يعد العمل الحكومى غاية، فهناك تغير ملحوظ فى فكر واتجاه الشباب ليبدأ عمله الخاص، حتى لو بإمكانات بسيطة جدا، وهذا ما دعا الدولة الى رصد كافة الامكانات الفنية والمالية، للوقوف بجوار هؤلاء الشباب ومساعدتهم، ليتحول الشاب من مجرد صاحب عمل صغير الى رائد من رواد الاعمال فى غضون سنوات قليلة، ونحن من خلال هذا الباب سنلقى الضوء على بعض النماذج الناجحة، إيمانا منا بأهمية العمل الحر والأفكار غير التقليدية لدعم ومساندة الاقتصاد فى هذه المرحلة. ويروى لنا نصرالله عليان نصرالله، ابن محافظة المنوفية قصته، أنه منذ نحو أكثر من عشر سنوات أثناء دراسته فى كلية التعليم الصناعى بالسويس، كان يعمل فى شركة مستلزمات طبية بالسويس، وعقب التخرج وعودته لمحافظته عمل فى شركة أخرى بالمنوفية، ليجد نفسه اكتسب خبرة جيدة تؤهله للعمل فى هذا المجال بمشروعه الخاص، ومن هذا المنطلق قرر نصرالله سريعا أن يحقق حلمه على أرض وطنه الذى يعشقه، دون ان ينساق وراء أقوال السفر للخارج لتكوين نفسه، ورضى ان يصعد سلم النجاح من أسفل درجاته. وكانت البداية عام 2008 بمبلغ 25 ألف جنيه، أخذها كتمويل لمشروعه من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بخلاف مساندة الجهاز له فى عمل دراسة الجدوى والمشورة الفنية، ليفتتح محلا لبيع المستلزمات الطبية، وبعد مرور فترة قصيرة قرر أن يتوسع فى مشروعه ويفتتح فرعا آخر، ولم يتردد بالتوجه لجهاز تنمية المشروعات بعد ان لاقى كثيرا من الدعم المعنوى والمادي، وحصل على تمويل بمبلغ 74 ألف جنيه، وافتتح فرعا آخر. وتواصلت أحلامه، وتوسع فى أكثر من فرع، وتحويل المحال إلى مركز متخصص للمستلزمات الطبية، وهو ما تطلب تمويلا ثالثا بمبلغ 250 ألف جنيه، ليدرك أن أحلامه تدفعه ليدخل عالم صناعة المستلزمات الطبية، وقرر أن يزيد من درجاته العلمية، إلى أن حصل على دبلوم إدارة أعمال، وحتى يتمكن من صناعته، فى ظل المنافسة القوية، سافر نصرالله إلى الصين، ليزور عددا من المصانع هناك، ويصقل خبرته فى هذا المجال، وعقب عودته لم يتردد لأخذ تمويل رابع من جهاز تنمية المشروعات، بمبلغ قيمته نحو 4.5 مليون جنيه، لإنشاء مصنع لصناعة معدات الطوارئ وتجهيز المستشفيات، وإن كان مازال فى انتظار استكمال صرف هذا التمويل، ليصبح مصنعه أول مصنع لصناعة المستلزمات الطبية بمحافظة المنوفية ومحافظات الدلتا. ولا تتوقف أحلامه عند هذه المرحلة، خاصة بعد النجاح الذى حققه على أرض وطنه، فى حين ان أبناء بلدته الذين سافروا للخارج، لم يحققوا ما حققه على حد تعبيره وينتظر نصرالله صرف التمويل ليتمكن من افتتاح مصنعه وإدخال خطوط إنتاج أخري.