لولا الشهداء لما استقر وطن ولا دام بناء، ولا ذاق زهو الحياة الأحفاد ولا الأبناء.. كان القول المأثور لهيرودوت أن مصر هبة النيل، واليوم على الضفة المقابلة، فإن الكرامة الوطنية هى هبة الشهداء.. نعم فطابور شهداء الواجب والوطن لم يتوقف، ولم ولن ينتهي.. مادامت حياة الشرف والعزة مستمرة. كان يوم استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى التاسع من مارس1969، على أرض المعركة، خلال حرب الاستنزاف فى سيناء ضد الاحتلال الصهيونى، يوما مشهودا، واعتبر لجلال تضحية هذا القائد، هو يوم الشهيد، ليمثل رمزا لكل شهدائنا، وأيضا يوم للشهادة على الإصرار بفداء الوطن كل على شاكلته وأسلوبه، كما فعل رياض, الذى كان وهو يقدم روحه فداء للوطن، يقدم القدوة والمثل للشهداء المحتملين من بعده لمصر فى حروبها ضد الاحتلال وضد الإرهاب، وفى الحقيقة أن استشهاده فى حرب الاستنزاف، لا ولم يختلف عن قائمة شهدائنا حاليا فى معاركنا وجولاتنا الراهنة، الذين ضحوا، ومازالوا، بأرواحهم، من أبناء الجيش والشرطة فداء للوطن، ويبدو أن حرب الاستنزاف مازالت مستمرة، وأن تعددت فيها أساليب الأعداء، إلا أن إصرار أبناء مصر، ممن قضى نحبه ومن ينتظر، هو واحد، ولنتذكر تضحيات شهدائنا فى ثورتى يناير2011، ويونيو 2013.. ومن قبلهما فى ثورة 1919 فقد شهد يوم 11 مارس 1919، استشهاد أول شهيد فى الثورة، هو الطالب محمد عزت البيومى فى المصادمات بين الطلبة وقوات الاحتلال البريطاني.وإلى أم شهيد فى كل زمانٍ ومكان، نقول لها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُشفّع فى سبعين من أهل بيته»، وأول من يأخذ بيدهما يوم القيامة، يأخذ بيد أبيه وأمه. لمزيد من مقالات ثابت أمين عواد