لابد أن جهة رسمية فى هذا البلد لديها تقدير دقيق لأعداد المرتبطين بجماعة الإخوان سواء من المنتمين أو المتعاطفين، وأعتقد أن من واجبها إعطاءنا فكرة عن حجم العدو الذى نواجهه لأن ذلك يؤثر على حجم احتشادنا ضده، ولأن إحجامها عن الإفصاح يعطى فرصة للعدو أن يبالغ فى حجمه، كما أن وضع الناس أمام الحقيقة ينقلنا إلى تحديد مسئولياتهم، ويقضى على الترهل الذى نلاحظه متبنيا أفكار الحوار والمصالحة تمهيدا لانقضاض تلك الجماعة المجرمة على الدولة ومؤسساتها ومواطنيها، كما حدث من قبل فى مناسبات عديدة شهدت انتهاز الجماعة لمناخ طرح أفكار المصالحة من أجل مواصلة الحرب على البلد.. وأفهم أن هناك ضرورات ربما تحول دون الكشف الكامل عن كل الحقائق المتعلقة بالجماعة، ولكننى أطلب إتاحة المعلومات الممكنة وبالطريقة التى تصادق عليها أجهزة الدولة.. المواجهة ضد الإخوان ليست عسكرية وشرطية فحسب، بدليل أننا نقرنها بدعوة فكرية إلى تطوير الخطاب الديني، ومؤسسات الإعلام تردد طيلة النهار أن لكل فرد فى هذا البلد مسئولية محددة فى محاربة الإرهاب، الذى خرج جميعه من عباءة جماعة الإخوان، فكيف سنمارس مهمتنا فى محاربة تنظيم لا نعرف عدده ولا حجمه. أنا واحد من الناس أمضيت قسما معتبرا من حياتى فى مكافحة تنظيم الإخوان والفكر الذى يتنباه، وكنت فى أحيان كثيرة أسير فى هذا الطريق عكس اتجاه الدولة، ومع ذلك فإن أكثر ما أصابنى بالحيرة قيام بعض الشخصيات الرسمية بالدعوة إلى الحوار مع الإخوان، وهم موجودون فى كل عهد حتى العهد الحالى، مدركون تمام الإدراك انتفاء جدوى أى حوار مع جماعة ترى لرأيها قدسية وعصمة وتطرح نفسها ككتلة هلامية لا نعرف حجمها، ويساعدها إحجام الدولة عن كشف حجمها. لقد كنا نعرف الرقم التقريبى لهم فى زمن الزعيم جمال عبدالناصر حين فتحت السجون أبوابها لعشرات الآلاف منهم وقت مؤامرة سيد قطب، ولكننا الآن بعد تغيرات اجتماعية وثقافية، وعمليات اختراق كبري، وأموال هائلة تدفقت عليهم من كل حدب وصوب لا نعرف كم بلغ عددهم، وإذا كانت أجهزة حماية البلد تحارب منهم من رفع السلاح فى وجه الدولة فإن معرفتنا للباقين ومدى خطورتهم على تلك الدولة هو أمر مهم. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع