«الميكروبيولوجى» بين العلم والتطبيق

ماهية الميكروبات ودورها فى حياتنا اليومية، وكيف يمكن أن يتوقف استمرار الحياة على وجه الأرض فى غياب تلك الكائنات الحية الدقيقة التى لا ترى إلا بالميكروسكوب، وعلى النقيض من ذلك دور هذه الميكروبات كوسيلة مرعبة من وسائل أسلحة الدمار الشامل.
معلومات جديدة وشيقة يعرضها د. مظهر دسوقى العيسوى بقسم الميكروبيولوجى كلية الزراعة جامعة سوهاج فى كتابه «الميكروبيولوجى بين العلم والتطبيق» متحدثا عن أهم أدوار هذه الكائنات فى تخليق البروتين والكربوهيدرات، وهما أساس الحياة على وجه الارض، كما يعرض الوجه الآخر لهذه المجهريات وما تمثله من دمار ومشكلات جسيمة للجنس البشرى فهى المسبب الرئيسى للأوبئة المرضية للإنسان والحيوان والنباتات. يتضمن الكتاب الصادر عن مكتبة أوزوريس للكتب العلمية اثنين وعشرين فصلاً، ويبدأ بنظرة موجزة عن تاريخ هذا العلم ودعائم ظهوره وأفرعه الرئيسية حسب تطبيقات تلك الميكروبات فى المجالات المختلفة، ثم يستعرض بأسلوب سلس وبسيط فكرة عامة عن الأسباب التى تدعونا إلى دراسة علم الميكروبيولوجى من خلال استعراض المجالات التطبيقية التى يستخدم فيها، ومن أهمها الصحة، ودوره فى خفض الأمراض المميتة عبر العالم، وذلك من خلال إنتاج المضادات الحيوية وبعض المنتجات الحيوية المهمة كالأنسولين والفاكسينات والأمصال.
ويشير المؤلف إلى أن الميكروبيولوجى يلعب دورا مهما فى تحويل المخلفات إلى طاقة، وكذلك فى المعالجة البيولوجية لمياه الصرف الصحى والصناعى والزراعي، وبعض العمليات التصنيعية التى تجرى على الجلود وغيرها من الصناعات كإنتاج الألبان المتخمرة (جبن وزبادي)، وأيضا فى إنتاج الطاقة المتجددة مثل الهيدروجين المسال والبيوجاز وغيرها.
وفى النصف الثانى من الكتاب، يتناول تطبيقات الميكروبيولوجى فى مجالات الأراضى متمثلة فى تحسين خواص التربة وزيادة إنتاجيتها، وإمكان استخدامه فى تحسين مقاومة الأمراض النباتية. ثم يتناول فصل كامل الزراعة الحيوية التى تمثل تطلعات الإنسان فى المنتجات الغذائية الآمنة صحيا وبيئيا، ودور الميكروبات، وكيف تحل محل الكيماويات التى تسببت فى تفشى السرطان والفشل الكبدى والكلوي. ويستعرض الكاتب دور الميكروبات التطبيقية فى حفظ الأغذية والألبان من التلف الميكروبى بطرق آمنة صحياً وبعيداً عن استخدام الإشعاع والحرارة الفائقة التى تفقد الغذاء جزءا كبيرا من قيمته الغذائية.
الكتاب يمثل حلقة وصل بين العلم والتطبيق من جهة والحضارة العربية التى كادت تفقد هويتها العلمية من جهة أخري، كما أن المحتوى العلمى لهذا التخصص ينشر باللغة العربية وبأسلوب مبسط، مع استخدام كم هائل من الصور الملونة والرسوم البيانية والتوضيحية التى تجعله سلسا وسهل الفهم حتى لغير المتخصصين.