بدأت مرحلة جديدة من المواجهة التشريعية بين الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بعد مطالبة لجنة الشئون القضائية بالنواب من 60 شخصا بينهم نجل ترامب الأكبر تسليم مستندات مرتبطة بمختلف جوانب حياة الرئيس الأمريكي. وكشفت التقارير الإعلامية المختلفة أن جيرولد نادلر، الرئيس الديمقراطى للجنة الشئون القضائية بمجلس النواب، قد أصدر طلبا رسميا إلى عشرات الأشخاص والجهات المرتبطين برئاسة ترامب ونشاطه فى مجال الأعمال، وذلك بشأن تسليم عدد من الوثائق والمستندات التى تم تحديدها سلفا. وأوضح نادلر أنه بطلبه يستهدف عرض قضية متكاملة أمام الشعب الأمريكى بشأن «عرقلة العدالة، والفساد، وسوء استغلال السلطة»، مشددا على أن «دورنا حماية سلطة القانون»، وأنه فى حالة ما تأكد أن «عزل الرئيس سيحقق ذلك، فأننى سوف أقدم دعمى لخيار العزل». وأضاف فى تصريح قاطع: «من الواضح أن الرئيس قد قام بعرقلة العدالة». وعلقت صحيفة «نيويورك تايمز» على مطالب نادلر واتهاماته بأنها تضع «الأسس اللازمة للبدء لاحقا فى إجراءات العزل أو اتخاذ الكونجرس لقرار ما». وحول تفاصيل مطالبه، أوضح نادلر فى تصريحات خلال مقابلة مع برنامج «هذا الأسبوع» المذاع عبر شبكة «إيه. بي. سي»، أنه سيطالب تسليم مستندات محددة من جانب آلين ويزيلبيرج، مدير الشئون المالية بحملة ترامب الانتخابية. وكذلك من جانب مايكل كوهين، المحامى السابق لترامب. وحول كوهين تحديدا، أكد نادلر أنه «كان وراء التورط المباشر من جانب ترامب فى عدد من الجرائم سواء خلال سعيه للفوز بالرئاسة أو خلال وجوده بالبيت الأبيض». وركز نادلر على دور كوهين فى دفع مبالغ مالية مقابل شراء صمت سيدات تورطن فى علاقات مع الرئيس الأمريكي. وأوضح أنه فيما يتعلق بعرقلة العدالة تحديدا، فإن قيام ترامب بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف. بي. آي» جيمس كومى عام 2017 يمكن أن يندرج تحت هذا البند. وكان كومى يتولى قبيل إقالته تحقيقا حول تأثير روسيا على مجريات الانتخابات الرئاسية عام 2016، وتحديدا لصالح حملة ترامب. وأضاف نادلر أن الأمر ذاته ينطبق على ما يمكن اعتباره ترهيبا من جانب ترامب لشهود محتملين فى إطار إدعاءات ضده. وأضاف النائب الديمقراطى أن إثبات «الإفساد المتعمد لعملية انتخابية نزيهة» سيكون بمثابة «جريمة تتطلب العزل». ولكنه أوضح فى الوقت ذاته، أن مسألة عزل الرئيس لاتزال محطة بعيدة على الطريق. من جانبه، سارع ترامب بالتعليق عبر «تويتر» على قرارات نادلر، مؤكدا أنه «رجل بريء يتم ملاحقته قانونيا من جانب أناس أشرار مضطربين وفاسدين فى ( مطاردة ساحرات) ليست قانونية وما كان يفترض لها أن تبدأ من الأساس». وأرجع ترامب ما يدعى أنه يتعرض له « فقط بسبب أننى فزت بالانتخابات». واتفق زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس النواب كيفين مكارثى مع ترامب فى موقفه، مؤكدا فى تعليقه أن نادلر لديه «أجندة عزل»، وفقا لتعبيره. وأضاف مدعيا أنه مع قرب الكشف عن نتائج تحقيق روبرت مولر بشأن إدعاءات التعاون بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا، فإن الجانب الديمقراطى يدرك عدم توافر أدلة على مثل هذا التعاون، ما يوجههم إلى بناء إدعاءات جديدة. فى الوقت ذاته حمل ترامب محاميه السابق كوهين المسئولية عن فشل قمته الأخيرة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، والتى انتهت فى عاصمة فيتنام هانوى الأسبوع الماضى بدون إحراز اتفاق. وأكد ترامب عبر إحدى تغريداته أن قرار الديمقراطيين بالاستماع لشهادة كوهين وجعلها علنية فى ذات يوم عقده القمة الثانية مع كيم يعتبر «سياسة متدنية وقد يكون ساهم فى الخروج من القمة»، قبل أن يضيف «لم يتم ذلك من قبل، فيما يتواجد الرئيس خارج البلاد، عار عليكم».