جاء حادث قطار محطة مصر ليكشف الوجه القبيح لهؤلاء الذين أشعلوا نيران التشفى فى وقوعه، وملأوا الدنيا كلها عبر شبكات التواصل الاجتماعى بفيديوهات وصور المصريين الذين راحوا ضحايا له فى أثناء اشتعال النيران فى أجسادهم، وتحولهم إلى جثث متفحمة، أو إلى مصابين تشوهت أجسامهم. راحت اللجان الإلكترونية التى تسعى لتحقيق أهداف سياسية ضد القائمين على الدولة المصرية لتنسج من اللقطات البشعة للضحايا من المصريين الأبرياء، سيناريو بغيضا لتحقيق تلك الأهداف دون مراعاة لبديهيات الإنسانية. نعرف أن ماجرى وراح ضحيته أرواح المصريين الأبرياء هو إما أنه إهمال شديد يستحق أن يُحاسب عليه أصحابه، أو رُبما يكون عملا إرهابيا لم نعرف تفاصيله، وفى الحالتين فإن تلك الدماء يجب ألا تذهب هباءً لكن أن يتحول الحادث للمتاجرة به على هذا الشكل فهذا يؤكد مُجدداً أن هؤلاء سيبقى دستورهم العنف، ودينهم هو الإرهاب، ولغتهم هى الكذب الدائم وأن دماء المصريين هى سبيلهم لمزيد من التحريض والتضليل وإشعال النيران لمحاولة الرجوع مرة أخرى، ولو على حساب وطن بكامله. نجح دعاة الإرهاب فى الاستفادة من حادث قطار محطة مصر بإطلاق حرب إليكترونية وإعلامية على أثر الحادث البشع لأرواح المصريين الأبرياء، لكن سيبقى الأبشع من الحادث هو استمرار عزفهم الدائم على أوتار تفكيك ماتبقى من كيان المجتمع المصرى، بمحاولة الاستفادة من الضغوط الاقتصادية وجهل البعض وانحدار منظومة القيم الأخلاقية والدينية لدى البعض الآخر، وهو مايجب على الدولة المصرية أن تكون على وعى به ومواجهته بذكاء أكبر من الأساليب التقليدية المُرتبطة بالسبل الأمنية وحدها، لأن دعاة الإرهاب ومن وراءهم لن يتركونا نهنأ باستقرار.. فهل نُصبح أكثر ذكاءً منهم؟!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى