أصيب رواد موقع التواصل الاجتماعى «فسيبوك» بحالة من الذهول والاستنكار على آثر نشر صورة لسيدة مسنة توفت بمفردها فى منزلها، وبعد معاينة الطب الشرعى اكتشفوا أنها توفت قبل شهر ونصف وأن ابنتها لم تقم بزيارتها طوال هذه الفترة لذلك لم يتم اكتشاف الوفاة فى حينها.. النجاح فى الحياة الأسرية والعملية أصبح الهدف الأوحد لكثير من الناس، وفى رحلة سعيهم لتحقيق هذا الهدف قد يغفل بعضهم قيمة مهمة جدا وهى بر الوالدين ورعايتهم، فرعاية المسن مسئولية مشتركة ما بين الأسرة والمجتمع، حتى وإن كان بصحة جيدة أو لديه من يرعاه بالمنزل.. هذا ما توضحه د.جيهان رأفت استشارى الأمراض العصبية والطب النفسى، مشيرة إلى أن رعاية المسن تشمل عدة جوانب منها الدعم الاجتماعى للمسن حتى نخفف ما يشعر به من وحدة ويزيد تقديره لذاته، ويولد لديه المشاعر الإيجابية ويقلل من التأثير السلبى للأحداث الخارجية من حوله، فالمساندة الاجتماعية على قمة الاحتياجات النفسية للمسنين وتشمل العون والعطف والحصول على الحب والمساواة والانتماء. وتؤكد الدراسات الأهمية القصوى للأقرباء ولا سيما الأبناء والأزواج فى تحقيق الراحة للمسنين، فنرى أن المسنين أصحاب الشبكات الأسرية الضعيفة أو غير الموجودة هم أكثر تعرضا للمعاناة. أما الجانب الصحى فهو مهم أيضا، فعلى الأسرة دور مهم فى وقاية المسن من الإصابة بالأمراض وذلك بإجراء الفحوص الدورية، والانتباه لأى أعراض مرضية أو نفسية مبكرا مثل عدم الاتزان أو طول ساعات النوم أو ضعف الذاكرة أو اعتلال المزاج واللجوء للطبيب المختص، وعليها الاهتمام بتغذية المسن تغذية سليمة من حيث تناول الخضراوات والفواكه وعصير الفاكهة والماء بصورة كافية، واللبن الرايب والزبادى لسهولة هضمه، ويفضل تناول الأسماك ثم الدجاج، وتعتبر المكسرات مفيدة لذاكرة المسنين، ويجب أن تقسم الوجبات إلى خمسه وجبات صغيرة مع ضرورة تقليل الملح والدهون والسكر، ويفضل أن يكون الطعام مسلوقا أو مشويا، ويستحب أن يتناول الطعام بصورة جماعية مع الأسرة، وتشجيعه على السير والامتناع عن التدخين. هناك جانب مهم تركز عليه د.جيهان وهو الراحة النفسية للمسن، فيجب معاملته بلطف وأخذ رأيه فى أمور العائلة لأن المسنين يؤدون وظيفة اجتماعية حيوية تتمثل فى تقديم خبراتهم وارشاداتهم لمن حولهم فى جميع جوانب الحياة، فهم ثروة بشرية لا غنى عنها فى أى مجتمع يسعى إلى النمو، ويفضل تشجيعه على ممارسة الاعمال أو الهوايات التى يحبها، فمن الخطأ الظن أن كبار السن لا يستطيعون تعلم مهارات جديدة واكتساب معلومات.. وقد ثبت بالدليل أن الشخص المسن لديه القدرة على التعلم كغيره من صغار السن ولكن قد ينقصه عامل الممارسة وهو يريد اكتساب هذه المهارات ليتمكن من استغلال وقت فراغه فى شئ نافع. وتناشد د. جيهان رأفت مؤسسات الثقافة توفير الكتب التى تنمى النشاط الفكرى للمسن ومراعاة توفير الكتب الدينية المناسبة التى تعود عليه بالطمأنينة والسعادة، وأيضا على المؤسسات الاجتماعية فى الدولة مثل النوادى إتاحة الفرص للمسنين لتكوين علاقات اجتماعية كوجود نشاط اجتماعى مثل الرحلات والزيارات وتحمل مسئولية الأنشطة، وقضاء الوقت فى صحبة بعضهم البعض للتحدث عن ذكرياتهم والبعد عن مشاكلهم الحالية وكذلك النشاط الثقافى فى حضور محاضرات ومناقشة مشاكل المجتمع المختلفة. أما الحالة الاقتصادية للمسن فهى جانب يغفله الكثيرون فهو يحتاج لعدد من الأدوية حسب حالته الصحية، وأيضا إلى نوعية جيدة من الطعام والتى تحتوى على كمية مناسبة من الفيتامينات والمواد المغذية، كذلك فإن عدداً كبيراً من المسنين يحتاج إلى جهاز للتنقل أو للسمع أو للبصر أو ربما بعض العمليات الجراحية المهمة، وقد يحتاج أيضا إلى عمل فحوص دورية مستمرة مرتبطة بحالاته المرضية.