كانت أمى - رحمة الله عليها- تقول فى كل مناسبة أو موقف نتج عنه أية خسائر.. «بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم».. خصوصا لو كانت الخسارة سببها تقصير منى أو أحد أفراد العائلة.. الإهمال أصبح فيروساً خطيراً ينخر فى جسد الدولة المصرية.. فى المصالح الحكومية منتشر لأقصى درجة وفى المرافق العامة يرتع بلا حساب.. أنظر إلى المرور فى شوارع المدن وعلى الطرق.. من الممكن حدوث كارثة فى أية لحظة.. لماذا؟ لا أحد يلتزم بقواعد المرور أو السرعة المقررة.. الأكثر من ذلك هناك من يرى فى المخالفة فعلا مستباحا بل ويميزه عن الآخرين.. تابع سيارات النقل الثقيل ولاحظ سلوك سائقيها.. من منهم يلتزم بالسرعة أو الحمولة أو الحارة المخصصة له؟ ألق نظرة على سيارات الميكروباص وحركتها البهلوانية فى الشوارع.، تتوقف على راحتها. وتنطلق بسرعة جنونية وقتما شاء سائقها.. لا اعتبار لقانون ولا للأرواح المكتظة داخلها.. الوافد الجديد أيضا أصبح مصيبة فى حد ذاته.. التوك توك.. يسابق ويزاحم الجميع.. كل حوادث القطارات السابقة أثبتت مسئولية السائق أو عامل التحويلة أو مسئول المزلقان.. ماذا حدث للموظف والمسئول المصرى؟!! الخطأ أو السهو تكاليفه باهظة بشرياً ومادياً والأكثر من ذلك صورتنا أمام العالم.. هل يعقل أن تكون شرم الشيخ يوم الاثنين محط أنظار العالم بأسره.. الكل يشيد بعبقرية الأداء والتنظيم.. وصباح الأربعاء العالم يعزى مصر فى حادث محطة مصر.. ما هذا التناقض الرهيب وهذا الانفصام الشديد فى الشخصية المصرية؟. كل المتخصصين قالوا إن وسائل الأمان فى القطارات كلها كفيلة بمنع كارثة الأربعاء لكن الإهمال والتسيب والتنطع والبلاهة واللامسئولية والاتكالية كفيلة بتدمير أى صورة حسنة وأى إنجاز مهما كان عظيما.. مرافق الدولة بالكامل فى حاجة إلى «نفضة» وإلا توقع دائما كارثة. لمزيد من مقالات أحمد عبدالحكم