سلامة حضراتكم من كل شر، يمكن أن تكون مضمون تلك الحروف: س. ح. م، لكنه يعنى أيضا اختصارا لسكك حديد مصر التى نراها على جانبى عربات القطار. حين تصدمنا كوارث القطارات من آن لآخر نتيقن من مدى إلحاح مطلب تطوير هذا المرفق الحيوي والارتقاء به بعد إهمال لعقود طويلة، لكن ما قد يخفف العبء أن العديد من الحوادث يلعب فيها العنصر البشرى دورا أساسيا. ومع ذلك فالأمر يتطلب اليقظة لأن ذلك معناه أن هناك قصورا فى متابعة وتطوير ذلك العنصر مما ينجم عنه الحوادث التى تدمى قلوبنا. كم من وزير نقل استقال أو أقيل طوال عقود بسبب حوادث القطارات! كانت استقالة وزير النقل هشام عرفات أخيرا إحساسا منه بالمسئولية السياسية عن ذلك القطاع رغم أنه قام بجهد ضخم مشكور خلال العامين الماضيين فى مجال النهوض بالنقل، لكن يظل عنصر انضباط العنصر البشرى فى حاجة لضبط الأداء. لذلك أرى أنه قد يكون من المناسب أن يتولى ذلك المنصب حاليا شخصية قوية مؤهلة للإدارة وطرح تصورات والمتابعة بحزم مما يرفع بصورة كبيرة الأداء المطلوب. وفيما يتعلق بضعف إيرادات القطاع يجب أن تكون هناك رؤية شاملة تطبق على الأرض وبسرعة. ومسألة تحريك الأسعار يجب أن تكون أحد العناصر لمواجهتها، على أن تطبق على الفئات المميزة بصورة أكبر، وتطرح عروض ميسرة على الفئات غير القادرة كما حدث فى المترو. ولم لا تطرح إمكانية مشاركة القطاع الخاص فى تطوير استغلال أصول السكك الحديدية التى يمكن أن تدر دخلا طيبا يسهم فى النهوض بها؟ ندرك دائما أن من الشدة تشحذ الهمم، وسلامة حضراتكم من كل شر. لمزيد من مقالات إيناس نور