نقدم فى هذه السطور نموذجا من المبدعين، يفسح المجال أمام الشباب للتعرف منه على المراحل الأساسية التى يجب ان يمر بها المبدع للوصول لمرحلة الإلهام والإنتاج، منها امتلاكه لموقف إبداعى خاص به، يمكنه من الانتقال إلى مرحلة التعلم الذاتى، المبنية على التدريب والمعرفة والملاحظة، ثم دخوله لمراحل التأمل والخيال، وفى النهاية يحول كل ذلك لعمل إبداعى مبهر.. نموذجنا هو طالب الهندسة المعمارية حسام محمد عبدالحميد، الذى يدرس حاليا فى احد المعاهد التكنولوجية، فى الثالثة والعشرين من عمره، من محافظة البحيرة، عاشق للرسم المعمارى، فهو يستغرق شهورا فى انجاز واحدة من لوحاته، عاشق للتفاصيل الدقيقة ويهتم جيدا بالظل والنور. بدأت معرفته برسم المنظور الهندسى أثناء استعداده لدخول امتحان القدرات فى الثانوية العامة، وأتقنه بعد دراسته للعمارة، وأصبحت هوايته رسم المعالم المختلفة، منها رسم منظر عام لمدينة نيويورك وبعض المدن فى الصين، والكاتدرائيات المختلفة والمعالم الأثرية العالمية، إضافة لرسم مناظر متنوعة من مصر مثل منظر عام لشارع المعز وشارع طلعت حرب وغيرهم، شارك بهذه اللوحات فى عدد من المعارض. يقول حسام: بدايتى فى الرسم جاءت مصاحبة لدراستى العمارة، تطورت بعدها إلى اننى استطعت رسم المنظر من الطبيعة وتمكنت من ضبط النسب الصحيحة بعينى دون الحاجة إلى معرفة المقاسات، بعدها جربت العديد من أنواع الألوان المختلفة، ولكنى عشقت الرسم بالحبر.. اعتمدت على نفسى فى التدريب وتنمية مهاراتى، حتى تميزت بأسلوب محدد عن غيرى، استغرقت بعض اللوحات تسعة أشهر، ووصل عدد ساعات العمل فيها إلى 900 ساعة، مثل لوحة «مدينة نيويورك»، وبالرغم أننى أحيانا اشعر بالملل وأتوقف عن الرسم وخاصة فى اللوحات التى بها الكثير من التفاصيل وتحتاج إلى وقت طويل، إلا أننى سرعان ما أتغلب على هذا الملل وأعود للرسم بنفس الشغف والحماس الذى بدأت بهما، ويضيف حسام: اشعر بسعادة كبيرة عندما أقيم ورش عمل لتعليم الرسم المعمارى، واحلم أن يكون لدى مرسم كبير اعلم فيه هذا النوع من الرسم، كما أتمنى الانتهاء من دراستى والسفر إلى ايطاليا لاستكمال الدراسات العليا.