لا يعرف قيمة الوقت إلا أهل مريض وقع له حادث مرورى، أو اختبره الله بحادث صحى طارىء كنزيف المخ، أو الذبحة الصدرية، وكلها حالات صحية طارئة يصارع المريض خلالها الموت، ويحتاج إلى تدخل طبى عاجل لإنقاذ حياته خلال ساعات، وربما الدقائق الأولى للإصابة، وهى حالات طبية حرجة لا تملك، ويجب ألا يملك المستشفى الذى به إمكانات علاج هذه الحالات قرار رفض استقبالها؛ لأن الأمر يتعلق بحياة إنسان يصارع الموت، وإنما يجب تقديمها على كل ما عداها من حالات، وأن تخلى لها الأسرّة فى غرف العمليات والعناية المركزة، وقد لمست بنفسى فى أثناء دراستى بالخارج كيف يتعاملون مع الحالات المرضية بمنتهى الجدية والسرعة بدءا من سيارة الإسعاف وصولا إلى وحدة العناية المركزة، وخروجه منها سليما معافى. إننا نعيش يوميا فى الباجور بمحافظة المنوفية مأساة الحالات اليومية التى تصاب بنزيف المخ أو الذبحة الصدرية القلبية، والذين يستقبلهم مستشفى الباجور العام الذى أصبح نموذجيا، فمع أن أطباءه، وخاصة فى وحدة العناية المركزة يبذلون أقصى ما يستطيعون مع الحالات الطارئة، فإن الإمكانات الطبية للمستشفى وتخصصات الأطباء لا تسعفهم للتعامل مع المرضى إلا من خلال وضعهم على أسرّة العناية المركزة انتظارا لقبول نقلهم لمستشفى آخر قريب تتوافر فيه تخصصات جراحة المخ والأعصاب أو جراحة القسطرة القلبية التشخيصية أو العلاجية، ولأن التدخل الطبى الجراحى يكون مطلوبا خلال الساعات الأولى للإصابة لإنقاذ حياة المريض، فيكون الأمل متعلقا بموافقة المستشفى الجامعى أو التعليمى فى شبين الكوم على استقباله، وهو ما لا يحدث فى كثير من الأحيان، فيشكل ذلك خطرا على حياته. إن مستشفى الباجور النموذجى فى حاجة شديدة وعاجلة لتخصصين على وجه السرعة هما، جراحات المخ والأعصاب، والقسطرة القلبية التشخيصية والعلاجية. د. أحمد الجيوشى نائب وزير التربية والتعليم السابق