إن فكرة واحدة تلمع فى عقل متقد، وتأخذ طريقها إلى حيز التنفيذ كفيلة بتغيير حياة دول وليس فقط أفراد، والأمثلة لا تعد ولا تحصى منذ الأزل وإلى قيام الساعة، ولننظر مثلا إلى الكهرباء والتليفون والمحمول ومواقع الاتصال وما حققته من طفرات فى حياة الكثيرين.. وبالطبع فإن الجامعات ومراكز الأبحاث هى المهد الطبيعى لمثل هذه الأفكار، وإذا نظرنا إلى أحوال جامعاتنا نجد أنها لا تنقصها البنية الأساسية من مبان شاهقة مبطنة بأفخر أنواع الرخام وغيره من أدوات الرفاهة والراحة، ومكاتب فارهة للإدارات تخدمها جيوش من العاملين والإداريين وأعداد كبيرة من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس، ونشاط حافل على صفحات التواصل الاجتماعى من افتتاحات واحتفالات وتهانى بمناصب وشهادات، ثم ننظر إلى المردود والحصيلة، والجدوى الاقتصادية التى لا تعنى فقط مكسبا ماديا فقط، وإنما تعنى أيضا منتجا متميزا قادرا على المنافسة، وحينئذ تشعر بالقلق، فقيمة الشهادات العليا من جامعاتنا تدهورت، وإسهام الجامعات فى حل مشكلات المجتمع مظهرى، ولا توجد سوى جهود شخصية من أفراد.. إن الوقت يمر، والحاجة ملحة إلى إصلاح شامل محسوب، وله هدف واضح هو أن يلحق بركب التطور العالمى. د. سمير قطب أستاذ بطب المنصورة