لا أعلم سببا لهذه الضجة حول مواعيد المباريات فى الدورى والكأس، ولا أعلم لما كل هذه الحسابات التى تقوم بها لجنة المسابقات.. الأمر أبسط من ذلك، فالمشكلة الرئيسية هى مشاركة ناديين أو ثلاثة فى أكثر من بطولة خارجية (الإفريقية والعربية) فى آن واحد، وصارت الأعراف على أن الأولوية لارتباطات الأندية الخارجية، فى زمن يصعب فيه حرمان أى منها من المشاركة الإفريقية أملا فى التأهل إلى بطولة العالم، ولا من المشاركة العربية طمعا فى جوائزها المالية الضخمة. لكن الأصل هو ألا تضع أى إدارة مسابقات محلية حسابا لذلك إلا من خلال فترات توقف معروفة وغير طويلة للمشاركات الخارجية، بحيث لا تتأثر مطلقا مسابقاتها المحلية، غير عابئة بمشكلات الطيران ومواعيده، إذ إن عدم القدرة المادية لناد ما فى استئجار طائرة خاصة تذهب به وتعيده فى ظرف 72 ساعة، دليل على عدم تحقيق أى مكاسب من مشاركته، وبالتالى فلا معنى لها، فى زمن أصبحت فيه كرة القدم صناعة وتجارة وطريقا لتحقيق الأرباح الطائلة بأرقام قد تكون مخيفة بالنسبة لنشاطات أخري. إن دور أى إدارة مسابقات محلية يجب ألا يكون مراضاة كل الأندية على حساب المسابقة المؤهلة إلى المشاركات الخارجية، فيضطرب جدولها على نحو يهددها بالإلغاء كما نرى حاليا، أو يعرضها - لا سمح الله - لكارثة عندما تحتدم المنافسة وتنفلت الأعصاب وتشتعل التصريحات. إن الدور الذى يمكن لاتحاد الكرة أن يلعبه، ليس فتح باب التأجيلات بلا حساب، بل يضع تسهيلات أخرى لتلك الأندية تعينها على الالتزام بجدول منضبط ومحترم للدورى والكأس فى الوقت الذى تفى به بالتزاماتها الخارجية، عن طريق فتح قوائم القيد لها، فليس من العدل أن تتساوى قائمة ناد يلتزم ببطولة واحدة محلية مع ناد آخر يشارك فى 4 بطولات فى الموسم نفسه منها بطولتان خارجيتان.افتحوا الآفاق لأفكار جديدة، بدلا من الاستجابة لمعارك لا طائل من خوضها، وهى فى الحقيقة معارك وهمية. لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل