بحث وزراء دفاع دول التحالف الدولى لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابى فى ميونيخ أمس، كيفية تنظيم صفوفهم بعد أن يتم طرد التنظيم من آخر جيب له فى سوريا ومغادرة القوات الأمريكية البلاد. وحضر نحو 20 وزيرا اجتماع ميونيخ بحسب ما أفاد أحد المصادر، وبينهم وزراء دفاع الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وتعد القوات الأمريكية أكبر المشاركين فى التحالف لمحاربة الإرهابيين، وسيؤدى انسحابها بعد إعلان هزيمة تنظيم «داعش»إلى إعادة خلط الأوراق بين مختلف اللاعبين الرئيسيين فى النزاع السوري. وقالت فلورنس بارلى وزيرة القوات المسلحة الفرنسية قبيل الاجتماع، إن «انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيكون حتما فى صلب المحادثات». وأضافت أنه «سيتعين على المجتمع الدولى ضمان عدم عودة داعش إلى سوريا أو فى مكان آخر». يأتى ذلك فى وقت، حذر فيه قائد القوات الخاصة الأمريكية الجنرال ريموند توماس، من إعلان «النصر» على تنظيم «داعش»، الذى ما زال يدافع عن آخر جيوبه فى سوريا. كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد أكد أن واشنطن انتصرت فى هذه الحرب، وذلك لدى إعلانه فى ديسمبر الماضى عزمه على سحب القوات الأمريكية من سوريا، والبالغ عددهم ألفى جندى معظمهم من أفراد القوات الخاصة. وخلال جلسة استماع فى مجلس الشيوخ، سأل سيناتور الجنرال توماس عن ماهية الانتصار فى سوريا، فأجاب «أنا لا أستسهل استخدام عبارة نصر محل عبارة هدف». وأضاف «الهدف يتمثل فى تقليص التهديد فى تلك المنطقة، ونحن على وشك تقليص هذا التهديد، وبصدد تحديد القدرات التى يجب أن تبقى فى المكان داخل المنطقة حتى نضمن هذا الهدف». ومنذ تصريح ترامب ، حرص مسئولون أمريكيون على التقليل من أهمية إعلان النصر النهائى على الإرهابيين، مشيرين إلى أن تنظيم «داعش»سيبقى يمثل تهديداً، حتى بعد فقدانه السيطرة على «الخلافة» التى كان أعلنها فى 2014. وقال «إنه أحد التحديات الأشدّ تعقيدا التى واجهتها قواتنا منذ فترة». أما بالنسبة للمقاتلين الأكراد السوريين المدعومين من واشنطن ومسألة إضعافهم أمام تركيا بعد الانسحاب الأمريكى المرتقب، فقال الجنرال: «نحن ندرس حلولاً لإبقاء الاتصال معهم، ومستوى معينا من الدعم لهم». ومن جانبه، قال وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو: «لا نرى الآن أنهم يخرجون القوات، بل نرى أنهم ينشطون فى تزويد المجموعات المسلحة الموجودة فى الضفة الشرقية للفرات، خصوصا الكردية، بالسلاح والعتاد» فى إشارة إلى أن روسيا لا ترى رحيل القوات الأمريكية عن سوريا، بل تلاحظ استمرار الولاياتالمتحدةالأمريكية فى دعم مجموعات مسلحة محددة. وفى تطور آخر، لجأ مسلحو تنظيم «داعش»شمال شرقى سوريا إلى تلغيم مساحات واسعة من المناطق التى فروا منها خلال الأيام القليلة الماضية، فى وقت سلم فيه العشرات منهم أنفسهم للقوات الكردية بعد تضييق الخناق عليهم. وذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان، أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تقوم بعمليات تمشيط فى المناطق التى هرب منها مسلحو التنظيم من أجل نزع الألغام الكثيفة التى زرعها التنظيم.