كانت افريقيا هى الموضوع الأكثر إلحاحا لكى أكتب عنه هذا الاسبوع.. خاصة أنه يتصل بأحد ثوابت اهتماماتى العقائدية والفكرية.. وفى يقينى فإن افريقيا التى ضمت وتضم أكثر من تسعين فى المئة من مناجم الماس فى العالم تُعَد هى نفسها ماسة مفقودة ومفتقدة لأن الآخرين قد استنزفوها بل حاولوا التأثير سلبيا فى شخصيتها ولذلك فإننى أرى أنه إلى جانب المشروعات العملاقة والمتعددة التى من المتوقع تنفيذها هذا العام إلى أننى اعتقد أن أهم مشروع هو أن تستوى الشخصية الافريقية وينفض «الافريقي» عن نفسه الغبار المتراكم المرئى وغير المرئى ويستجمع مقوماته المبدعة لكى ينطلق وليصبح هذا القرن.. قرنا افريقيا.. وفى انتظار ودراسة لما يكتب عن افريقيا الآن فلقد استلفت إنتباهى الاحتفال بعيد الحب وهذا بالمناسبة ليس بعيدا عن حديثنا عن افريقيا.. فالمنطلق الأساسى للحب الحقيقى هو صدق المشاعر وعقلانيتها وليس توظيفها حسب الظروف.. فالحب هو الصدق وهو محبة الإنسان للإنسان أياً كان.. ولمجتمعه وأمته. وإذا تعاملنا بالحب ونحن نبنى افريقيا فسوف نحقق إنجازا كبيرا.. أما إذا تعاملنا معها بالحب المظهرى الذى يرقص على نغمات الدى جى فلن نحقق شيئا وهذا ما أستبعده.. فإن المصرى الذى يتولى الآن رئاسة الاتحاد الافريقى يستند إلى ثوابت حضارية مستنيرة قائمة على الصدق والحقيقة.. وأعطى لهذا مثلا فإن من بين المشروعات التى بدأ تنفيذها فى مصر العام الماضي.. كان طريق افريقيا الذى يصل بين البحر المتوسط والمحيط الهادي.. وقد سبق أن كتبنا عن هذا وسبق أن أثير هذا الطريق فى الستينيات وصار مشروعه معروفا باسم طريق كايرو كاب.. وهذا دليل على استمرارية التفكير المصرى ومصداقيته.. كذلك هناك مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة التى أنشأتها مصر مؤخرا وفى ذهنها مد الكهرباء إلى الجنوب.. ولعله من المفيد أن تنتشر دعوة الحب الحقيقى على كل المستويات دون ازدواجية (شيزوفرينيا) ولا أعرف إن كان مناسبا أن أقول هذا المثل أو لا.. ولكنه حدث فى ليلة عيد الحب المزعوم أن أصدرت وزارة الصحة فى مصر تحذيرا إلى المستشفيات بعدم طلب أدوية ومستلزمات طبية من المرضى المقيمين بها، وشددت على المرضى وأسرهم أو عائلتهم بعدم شراء هذه الأشياء لوجودها فى المستشفيات. وفى نفس التوقيت كانت المستشفيات وشاهدت مثالا منها بنفسى تطلب من أسر المرضى ما حذرت منه الوزارة. فكيف يحدث هذا ومن الذى نصدقه.. وهل يوجد حب بين هذه الأطراف كلها؟ لمزيد من مقالات محمود مراد
