كلمة الحب كانت محور الدراسة التى أجراها معهد «جالوب» الأمريكى منذ فترة.. وقبل أن يقول أحد «حب إيه اللى أنتى جايه تقولى عليه».. أقول إن الحب يستمد قوته الآن من أنه أصبح الملاذ الوحيد والأخير للانسان فى هذا الزمن الكئيب المشحون بالصراعات والعنف والإرهاب والأزمات الاقتصادية والكوارث البيئية والمحن الأخلاقية.. المهم أن دراسة معهد «جالوب» أظهرت أن الأمريكيين هم أكثر شعب فى العالم يردد كلمات الحب.. بينما الصينيون نادرا ما يتفوهون بتلك الكلمات.. وفى دراسة أخرى عن أهم أسباب السعادة.. جاء الوقوع فى الحب بعد التمتع بالصحة فى صدارة العوامل التى تجعل الانسان سعيدا.. وفى الكتب مقولات لاحصر لها عن الحب لفلاسفة ومفكرين.. فأفلاطون قال: «كل أمريء يصبح شاعرا إذا مسه الحب».. والفرنسى لاروشفوكو الذى عاش فى القرن السابع عشر قال: «الحب الحقيقى كالأشباح.. الجميع يتحدثون عنها لكن لا أحد رآها».. وشكسبير قال: «ما الحب إلا جنون».. ونابليون قال: «الحب مشغلة الخامل ومضيعة الجندى وعثرة الملك.. إنه بلاهة اثنين».. والكاتب الإنجليزى درايدن قال: «لم يمت أحد من الحب إلا فوق خشبة المسرح».. ويقول مثل قديم« عندما نكون شبابا نحب كالمجانين.. وعندما نشيخ نكون مجانين إذا أحببنا». وفى الكتب أيضا.. قصص حب رائعة لأزواج لخصوا الأسباب التى أبقت شعلة الهيام مشتعلة طوال حياتهم فى أنهم لم يبخلوا بكلمات الود والوجد.. أو بالعبارات التى تدل على الاهتمام والامتنان.. كما أنهم تحلوا بصفتين مهتمين هما الصبر والتسامح.. أيضا فى الكتب.. أشهر خطابات الغرام كالرسائل التى ارسلها طبيب فى الجيش إلى زوجته خلال الحرب العالمية الثانية.. التى بلغ عددها 11716 رسالة. وإذا تركنا الكتب.. ونزلنا إلى أرض الواقع.. سنجد كل الأعمال النبيلة تنبع من الحب.. فالحب وحده هو الذى يدفع الآباء والأمهات إلى التضحية بأرواحهم من أجل بقاء ابنائهم على قيد الحياة.. وهو الذى يساعد الأبناء على تحمل مشقة آبائهم المسنين عندما يصيبهم الوهن وتفترسهم الأمراض. ويبقى القول.. إذا كان البعض يعتقد أن زمن الرومانسية قد ولي.. وأن الناس نسوا كلمات الغرام فى غمرة انشغالهم بمشكلاتهم اليومية.. فإن الحب سيظل أحد أهم أسباب السعادة. .وسيظل الإنسان يبحث عن الهيام والوصال والوداد على الرغم من النهايات المأساوية لمعظم القصص الغرامية التى تحدث حين تضخم الفتور والملل.. ويتلاشى الصبر والتسامح .. وتطفو الأنانية وانعدام المسئولية. لمزيد من مقالات عايدة رزق