«حين قررنا أن نسير على نهج الراحل أحمد بهاء الدين فى علاج مشكلات الناس، نزلنا إليهم وبحثنا عن الداء، فعرفنا أنه الجهل، وفتشنا عن موطنه، فأدركنا أنه العقل، فطنا إلى حاجتهم لمضادات حيوية تحصنهم ضد الدجل والشعوذة والخرافات والأمية، فلم نر سوى العلم والثقافة سبيلا لمداواتهم». بهذه الكلمات عبر أعضاء جمعية أصدقاء الكاتب الراحل عن حلمه التنويرى منذ أكثر من 8 سنوات، وتم انشاء مركز ثقافى فى قرية دوير مركز صدفا بأسيوط، مسقط رأس الكاتب الراحل فى ديسمبر 2010. وقتها لم يستوعب أهل القرية الفقيرة الفكرة وتوجس البعض منها، وأبى البعض الآخر خروج الأبناء وخاصة الفتيات لتعلم الموسيقى والغناء والتمثيل والمسرح ومهارات القراءة والفن والأدب . ولكن بعد مرور السنوات استطاع فريق عمل المركز تخطى حواجز الرفض واللامبالاة وكسب ثقة أهالى الدوير والقرى المجاورة أيضا. وأقبل القرويون على ارسال أبنائهم وبناتهم لممارسة الأنشطة المختلفة، حتى أن الفتيات أصبحن يسافرن إلى المحافظات الأخرى مشاركات فى عروض مسرحية أو معارض فنية تابعة للمركز. رضا وزينب ويوسف ومهدى، أطفال يروى كل منهم تجربته بحب وشغف مع المركز، منهم من يستمتع بقراءة القصص فى المكتبة، ومن تعلم تصميم العرائس ومن تفجرت موهبته التمثيلية، بينما كشفت رضا عن موهبتها الغنائية بأداء جميل ورخيم لأغانى الزمن الجميل، و«نجاة الصغيرة» هى الأحب لقلبها. مركزتنويرى واشعاع ثقافى تفتحت فيه الكثير من العقول ونضجت المواهب وتغيرت الأفكار فى قرية «الدوير» التى يبلغ تعدادها 60000 نسمة.