ليس من الضروري أن تضع سناء البيسى اسمها فوق مقال تكتبه إنها مثل العطر ليس من الضروري أن تعرف من أين تسلل إليك ولكنك تشعر به فى كل مكان حولك.. وفى دنيا الكتابة يقال إن أسلوب فلان لا يحتاج لمن يتحدث عنه لأنه يقدم نفسه.. كانت بيننا رحلة عمر فى سراديب الأهرام امتدت سنوات وسنوات وقد جمعت بين الرقة الشديدة والصلابة فى الفكر والموقف وإن كانت كلماتها لا تجهلها عين.. كنا نسكن دورا واحدا فى المبنى العريق وكانت سناء هى البيت الآمن للجميع.. فى كتابها الجديد الفخم الصادر عن نهضة مصر عالم اليقين اختارت مجموعة من الشخصيات من قلب الأحداث والتاريخ والقيم النبيلة وحلقت بها ما بين الفكر والسلوك والمنهج.. إنها أدوار وعلامات كل واحد اخذ من الساحة قدراً ولكن اختيارها الواعى لمن كتبت عنهم يضع قواعد للقيمة والأدوار وأمانة التاريخ إنها تكتب عن رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه وأمام هذه الشمس المضيئة تمتد سلسلة طويلة من الأسماء التى أكملت المسيرة من الصحابة والخلفاء والعلماء والمفكرين.. إنها تنطلق من هذه الشجرة المباركة حتى نجد أنفسنا أمام رموز وصور وملامح.. إن سناء لا تكتب عن أحد إلا بحب وهى لا تكتب عن أشياء لا تحبها والذين يكتبون بحب تشع فى سطورهم أضواء لا يعرفها إلا من عاشوا الحب وآمنوا بقيمة الإنسان.. إن رحلة سناء مع هذه الكوكبة من العظماء فى تاريخنا القديم والمعاصر تؤكد أنها اختارت بوعى وكتبت بصدق واختارت أن تكون نفسها بقلمها الجسور وإحساسها المرهف.. إنها تقدر التاريخ وتعتز برموزه وتحب دينها بلا شطط أو غلو وهى ترى أن أعظم ما فى الحياة الإنسان الذى كرمه الخالق سبحانه وتعالى على كل المخلوقات.. إنها لا تفرض عليك رأيا فى شخصيات ثرية قدمتها ولكنها تطلب منك أن تفكر بوعى وتكتب بأمانة وألا تنسى ضميرك فى كل الحالات رافضا أو قانعا أو بين بين.. إن كتاب سناء مشوار عمر جميل بين الأوراق والأحداث والزمن.. وكما عودتنا دائما أن الصدق والحب والضمير هم الرصيد الحقيقى لصاحب كل قلم [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة