الاسرة هى رمز السكينة والهدوء، الاب والام هما حصن الامان لابنائهم الا ان الخلافات والتفكك الأسرى يحول الاسرة الى ساحة قتال يتحارب فيها الاب والام على حساب اطفالهما الذين يدفعون ثمن خلافات لا ذنب لهم فيها فهم الضحايا دائما لنزوات ابائهم وامهاتهم حيث شهدت منطقة الوراق جريمة جديدة بسبب الخلافات الأسرية عندما أقدمت ربة منزل على قتل ابنها لخروجه دون إذنها وعودته الساعة الواحدة ونصف صباحا. انفصلت الام عن زوجها منذ 7 سنوات بعد خلافات بينهما واتفقا على ان يقيم ابنهما سيف بصحبة والده بمنطقة فيصل ويتردد على والدته لزيارتها. وقبل أيام من امتحانات نصف العام الدراسى طلبت الام من طليقها السماح لنجلهما سيف بالإقامة معها لمنحه أكبر قدر من التركيز فى المذاكرة متعهدة بالاهتمام به لكى يحقق نتيجة جيدة، وبعد أن انتهى من أداء الامتحانات طلب الابن الذى يبلغ من العمر ( 13 سنة) من والدته السماح له بالخروج إلا أنها رفضت. دخل سيف غرفته وظل يبحث عن وسيلة للخروج ويوم السبت الماضى انتظر دخول أمه فى النوم العميق بعد عناء يوم طويل كعاملة نظافة ونزل إلى الشارع وقابل صديقا له واقترض منه 10 جنيهات ثم استقل سيارة أجرة من الوراق إلى الطوابق أملا فى قضاء أطول فترة ممكنة برفقة أبيه فى يوم إجازته الأسبوعية. وأحمد والد الطفل لا يعلم أن ابنه لم يخبر والدته بقدومه وبعد ساعات من الجلوس برفقته اصطحبه لمنزل طليقته للاطمئنان على وصوله دون تعرضه لأى مكروه وكانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة والنصف صباحًا. الأم كانت فى انتظار عودة ابنها وعندما عاد عنفته وقيدت يديه وقدميه بقطع من الملابس وتعدت عليه بالضرب صفعاً على وجهه وركله بقدميها لتأديبه وأثناء ذلك فوجئت بحدوث نزيف له بالأنف والفم وفقد الوعى فقامت بفك وثاقه لإسعافه إلا أنه فارق الحياة ونقلته للمستشفى واختلقت واقعة غير حقيقية خشية افتضاح أمرها. وبذلك يكون سيف هو احد ضحايا التفكك الاسرى الذى يدفع ثمنه فى الغالب الاطفال حيث يكونون دائما هم المجنى عليهم حتى وان لم يموتوا مثل سيف وعاشوا فانهم يكونون أحياء ماتت بداخلهم أشياء كثيرة وفقدوا أسمى معنى للحياة وهو الاستقرار ويتعاملون مع آباء و امهات يشوهون شخصياتهم وينتقم الاب من الام من خلال الاطفال والعكس ايضا يحدث. وفور إخطار اللواء رضا العمدة مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بالجريمة، من مستشفى الوراق العام بعد وصول الطفل جثة هامدة ، على الفور امر اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بسرعة القبض على مرتكب جريمة قتل الطالب سيف بالصف الثانى الإعدادي. وتبين وجود جرح بفم ورقبة سيف، وتمكن اللواء مدحت فارس مدير المباحث الجنائية بالجيزة من ضبط ام الطفل وتبين انها وراء الجريمة، وقررت انها تعمل عاملة نظافة، وأنها عثرت على نجلها فاقد الوعى أمام باب الشقة سكنها.. فنقلته للمستشفى أملاً فى إسعافه إلا أنه فارق الحياة. ومن خلال تحريات المقدم هانى مندور رئيس المباحث تبين أن والدة المجنى عليه وراء ارتكاب الواقعة، و بمناقشتها وتضييق الخناق عليها اعترفت بارتكاب الواقعة بعد أن خرج دون إذنها من الشقة. بالانتقال لمحل الواقعة وبمعاينة الشقة سكن الضحية تبين وجود آثار دماء على أرضية غرفة النوم وعثر على منشفة بها آثار دماء وإيشارب أبيض اللون وعباءة ممزقة وبمناقشة المتهمة قررت أن المضبوطات هى المستخدمة فى تقييد ابنها وقد تم اخطار اللواء مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع امن الجيزة بالحادث وتولت النيابة التحقيق.