اكتشف المصريون القدماء روح الطمى الذى يجلبه نهر النيل، فأخذوا يشكلونه ويحرقونه فى أفران تنضجه وتمنحه الصلابة، حيث عبرت قطعة الفخار على مر العصور عن حضارة صانعها. ومازال الطمى يتراكم على ضفاف النهر، ويجذب الفنانين وصناع الخزف. وفى مركز الحرف بالفسطاط يروى جمال إبراهيم حسين (49 عاما) حكايته مع الخزف وخطوات تشكيله بداية من الإعداد حيث تخلط بودرة تجلب من أسوان بالماء وتوضع فى الخلاط لتمتزج ثم تصفى وتترك لتخمر لعدة أيام بعدها تعجن وتخزن فى أكياس..وبيد جمال فنى الخزف تبدأ مرحلة التشكيل على الدولاب، قائلا: «لازم يكون مزاجى حلو علشان تطلع الحتة حلوة». ويضيف جمال الذى يمارس مهنته منذ 40 عاما، أن هناك نوعين من التشكيل «بالسادف» و «بقوالب الجبس». ولأن الفخار كان دائما مشاركا للإنسان فى حياته اليومية وصنعت منه أدوات يستخدمها فى الطعام و الطهى والتخزين، نجد أمام عادل خالد فنى خزف منذ 35 عاما، أطباقا وأطقم شاى وزهريات صنعها من الطين الأبيض. موضحا أن الطين الأبيض يجف أسرع من الطين الأسوانى ويتحمل درجات حرارة عالية تصل إلي1100 درجة داخل الفرن أثناء الحرق الذى يعتبر المرحلة الثالثة بعد التشكيل، يتبعها مرحلة الرسم والزخرفة والتى يقوم بها داخل المركز فريق عمل مكون من 8 فنانين يقومون بتصميم الرسومات بالأقلام الرصاص على القطع الخزفية قبل تلوينها وطلائها بطبقة زجاجية شفافة (الجليز) بعدها تدخل القطع الفرن مرة أخرى لتكون جاهزة للعرض والتسويق. فمازالت لقطع الفخار سحر خاص ليس فقط فى التراث ولكن مع اكتشاف المزيد من أسراره وتشكيلاته كل يوم.