احتفالا بذكرى شاعرين مجمعيين جادت عليهما ربةُ الشعر فأنشدا قصائد عذبة ملأت الدنيا وشغلت الناس، أقام مجمعُ اللغة العربية ندوة بعنوان « شاعران مجمعيان.. على الجارم وفاروق شوشة»، شارك فى إعدادها المسئول الإعلامى بالمجمع أحمد أبو حوسة وأدارها د.محمد عبد الرحمن الشرنوبى عضو المجمع الذى عبَّر عن مدى إيمان المجمع بشاعرية الجارم وشوشة، كما أشاد بدورهما البارز، ومشاركتهما الفعالة فى أنشطة المجمع خلال فترة عضويتهما. وفى كلمته عن الشاعر الفذِّ على الجارم استهل د. عبد الحكيم راضى حديثه بتقديم عرضٍ بانورامى لديوان الجارم الذى يحتوى على ما يقرب من 6 آلاف بيت مُوزعة على ما يقرب من 140 عنوانا، حيث يتفاوت طول قصائد الديوان بين البيتين والمائة من الأبيات. وأشار د. راضى إلى أن الجارم هو أحد الأعلام البارزين فى النصف الأول من القرن الماضى، فهو امتدادٌ لجيل شوقى وحافظ، وقد شبهه العقاد بالبُحترى، والمفارقة - يقول د. راضى - أن الجارم نفسه شبه شوقى بالبُحترى، مما يدل على التشابه بين شعر شوقى والجارم، كما أنه يدعم قول بعض النقاد إن الجارم خليفةٌ لشوقى. وأضاف د. راضى أن شعر الجارم لم يقتصر على موضوع دون غيره، بل تناول كل الموضوعات التى تهم وطنه، وتهم كل مواطن مصرى وعربى مثل قضايا التعليم والاستقلال والحديث عن الشعر واللغة العربية، حتى المناسبات التى مرت بأصدقائه. وفى كلمة د. محمود الربيعى نائب رئيس مجمع اللغة العربية عن فارق شوشة، تحدث عن لمحة من ذكرياته معه، وذكر قصة شوشة مع الشاعر أحمد مخيمر عندما مدحه مخيمر بقوله: فاروق شوشة شاعرٌ متمكنٌ... دار العلوم بشعره تتباهى لو أنه فى أمةٍ وثنيةٍ ... جعلوه للشعر الجميل إلها وعن شعراء الجيل الثانى، والذى يعتبر شوشة واحدا منهم، وموقفهم من الرواد، أكد د. الربيعى أنهم إن لم يكونوا مؤهلين فإنهم يعيشون فى ظل الرواد، أما إذا كانت ثقافتهم واسعة، وموهبتهم فطرية مؤهلة، فإنهم قد يتفوقون على الرواد أنفسهم. وعن موقف شوشة من شعر الحب قال د. الربيعى إن شوشة مسح شعر الحب بمسحة خاصة، فأعطاه مفهوما جديدا، فعنده: حبُ الأشخاص والوطن وجهان لعملة واحدة، فبدون هذا لا يكون ذاك.