خلق الله الطبيعة أشكالا وأولوانا.. والبشر أيضا كما لا يطيق الإنسان اللون الواحد مدى حياته.. والسياسة كما الحياة.. الألوان هى سر الحيوية والاختلاف والتعددية هى إكسير البقاء والنمو وتصحيح الأخطاء. مر الشعب المصرى بأصعب تجربتين .. لم يطق سياسات رجال الأعمال ولا مساعى التوريث فانتفض فى 25 يناير.. ولم يتحمل فاشية تجار الدين وسماسرة الأوطان فكانت ثورته فى 30 يونيو 2013.. شعب يدفع حياته ثمنا للحفاظ على بلده آمنا مستقرا.. صدق حدس هذا الشعب حينما رفض حكم الانتهازيين وتجار الدين وفوض قواته المسلحة فى التصدى لموجات الإرهاب الممنهجة التى ضربت المنطقة برياح عاصفة، لم ينج منها حتى الآن بفضل الله وبصحوة المصريين وقوة جيشهم سوى مصر.. الآن وفى الذكرى الثامنة لانتفاضة 25يناير،، وبنظرة شاملة على الواقع السياسي. فإن أمورا كثيرة فى حاجة للتعامل معها بواقعية وحرص شديدين، أولا هناك ما يربو على 100 حزب سياسي.. لكن التأثير فى الشارع مازال محدودا.. رغم اعتراف قادة هذه الأحزاب لكاتب هذه السطور بأن السلطة لا تتدخل إطلاقا فى نشاطها.. ولا تضيق عليها سياسيا.، ثانيا: هناك برلمان أوشك على إنهاء دورته البرلمانية ولا ندرى سببا واضحا حتى الآن لعدم إصدار قانون الإدارة المحلية الذى ينظم عمل المحليات ويفرز بشكل طبيعى قيادات سياسية وبرلمانية، ثالثا: لدينا إعلام متعدد لكنه لا يجتهد ولا يبحث عن الصوت الآخر. رابعا: هناك صوت خافت لقوى المجتمع الطبيعية فى النقابات والاتحادات ومنتديات الرأي. باليقين مواجهة مراحل الخطر لا تتحمل القسمة على وجهات النظر.. أما وقد زال معظمها ننتظر فتح شرايين العمل السياسى المسئول والبناء الذى يطرح البدائل ويجتهد فى الحلول.. التحديات كثيرة والوطن ينتظر مشاركة الجميع.. والقيادة السياسية لا تغلق الباب فى وجه أحد. لمزيد من مقالات أحمد عبدالحكم