عدد مجلة (الأهرام العربي) الأخير جدير بالقراءة والاقتناء، فقد خُصِّص لقضية كبيرة واحدة تحت عنوان (إفريقيا الشابة)، وتنوعت المعالجات بين السياسة والاقتصاد والاجتماع والتاريخ والثقافة والإعلام والسياحة والفن والرياضة والتعليم والبحث العلمى والصحة والأمن، مع ترجمات لعدد من الزعامات الإفريقية فى حروب التحرير والاستقلال، وإشارات إلى بعض النساء ممن كان لهن أدوار تاريخية. وجاءت الموضوعات فى عدة أشكال صحفية، بين المقال والتقرير والتحقيق والحوار والدراسة، وشارك فى الكتابة مسئولون وخبراء وباحثون، إضافة لطاقم المحررين، فى نحو 70 موضوعاً على أكثر من 340 صفحة. وتراوحت الكتابة بين الشاعرية التى تفيض حباً بإفريقيا وتتغنى بها وتحلم لها بالازدهار، وبين دراسات موضوعية تتحدث بالأرقام والحساب الدقيق عن تجارب ماضية وعن ممكنات كامنة وعن احتمالات وترجيحات مستقبلية. ومع الآمال العراض لنهضة تستحقها الشعوب الإفريقية هناك تحذير من خطر الإرهاب المعادى للحضارة والذى يجب مواجهته بتعاون أمنى مشترك. وهكذا تجاورت فى هذا العدد موضوعات الأزياء الإفريقية الزاهية المبهجة، مع الموسيقى ذات الإيقاعات الخلابة، مع السينما الإفريقية الواعدة، مع إحصاءات الثروات الطبيعية وكيفية إدارتها، مع قضايا السياسة المتداخلة، مع تأكيد دور الأزهر الشريف والكنيسة القبطية تاريخياً وحالياً ومستقبليا. وأما الخط العام لهذا العدد فيستهدف تعزيز التعاون الإفريقى البينى فى كل المجالات، وتشجيع الاستثمار، وتأكيد أهمية الدور الذى يمكن لمصر أن تتولاه الآن، إحياء لدورها التاريخى المحفوظ فى ذاكرة إفريقيا منذ عهد عبد الناصر، والذى يستيقظ الآن على يد السيسى، مع التأكيد على أن البُعد العربى مهم هذه الأيام كما كان مهما فى الماضى، مع وجوب الانفتاح على العالم. وأما مناسبة إصدار العدد فهى تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى، الذى يتيح لها أن تقوم بدورها الذى هو واجبها ومسئوليتها وحقها أيضاً. وقد ضمّ العدد ملحقاً لملخص باللغتين الإنجليزية والفرنسية فى إشارات سريعة إلى بعض المحاور المهمة التى تضمنها المحتوى. هذا جهد مُقَدَّر لرئيس التحرير الأستاذ جمال الكشكى ومعه صحفيو المجلة من محررين وسكرتارية تحرير وإدارة تحرير فنية. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب