هل يقل ولع الناس بالهواتف المحمولة، والذكية منها بصفة خاصة، بعد أن وصل إلى مستوى يقترب من الجنون، وأدى إلى توسع مهول فى سوق هذه الهواتف، إذ بلغ مجمل إنتاجها فى العام الماضى 1.4 مليار جهاز، أى بمعدل جهاز لكل خمسة أشخاص فى العالم الذى بلغ عدد سكانه 7.6 مليار فى بداية العام نفسه؟ السؤال مطروح الآن بمناسبة ما يبدو أنها أزمة تواجه شركة آبل، التى تعد كبرى شركات الهواتف الذكية من حيث قيمتها التى تجاوزت تريليون دولار، وإن كانت الثالثة من حيث حجم مبيعاتها بعد شركة سامسونج وهواوي. جنون الهواتف الذكية ملحوظ فى كل بلدان العالم تقريبا. مظاهره واضحة فى مصر، إذ يغير عدد معتبر من المصريين أجهزة لم يمض على شرائها عام أو عامان، للحصول على إصدارات جديدة لها، حتى إذا كان ذلك على حساب حاجات أكثر أهمية وضرورية. ونجد سلوكا مشابها بشأن الإفراط فى استخدام الهواتف. وأصبح شائعا أن يصطدم اثنان من المارة فى أحد الشوارع لأن أحدهما منهمك فى التقليب فى هاتفه، أو ربما الاثنان معا. أما استخدام الهاتف أثناء قيادة السيارة، فقد أصبح أمرا معتاداً! غير أن التغيرات, التى ستنتج عن توقع مزيد من التباطؤ فى الاقتصاد العالمى عام 2019، قد تشمل حدوث تراجع نسبى فى الإقبال على شراء الهواتف الذكية فى أنحاء العالم. وقد بدأ العام بانخفاض كبير فى سعر سهم شركة آبل, التى أعلن مديرها التنفيذى تيم كوك أنه يتوقع تراجعا فى أرباحها للمرة الأولى منذ أكثر من عشرة أعوام. والمرجح أن تمتد هذه الأزمة إلى شركات عملاقة أخرى فى المجال نفسه، لأسباب ترتبط بالتباطؤ الاقتصادى فى العالم، ولكنها لا تقتصر عليه. فقد تشبع سوق الهواتف الذكية، ووصل إلى أعلى نقطة، وكذلك الحال بالنسبة إلى قدرة الشركات على تقديم إصدارات جديدة للأجهزة التى تنتجها. ولذلك، صار متوقعا أن يحدث انكماش فى سوق الهواتف الذكية فى العالم فى العام الجديد. لكن هل يمتد هذا التراجع إلى السوق المصرية، ويقل الإنفاق الجنونى على هذه الهواتف؟ فلننتظر، ونر. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد