رغم ما تتعرض له الصين من ضغوط اقتصادية وتجارية أمريكية وتراجع معدلات نموها التي كانت تتوقعها، إلا أن جولة مفاوضاتها التجارية مؤخرا مع الولاياتالمتحدة سجلت بعض الانفراج، حيث وصفها الرئيس الأمريكي ترامب بأنها إيجابية. والغيرة من الصين لا تقتصر علي الولاياتالمتحدة، بل تمتد للدول الأوروبية التي تري أن الصين لا تستفيد فقط من أسواق دولها، بل تقطع عليها الطريق في أسواق العالم خاصة أفريقيا بما تقدمه لدولها من قروض واستثمارات لتحقيق التنمية والنهوض بالبنية الأساسية. وتسعي ألمانيا للفوز بحصة من تلك الأسواق، كما تعمل علي تعزيز تعاونها التجاري والمالي مع الصين، وتروج لأن تكون فرانكفورت مركزا دوليا للبنوك بديلا عن لندن بخروجها من الاتحاد الأوروبي. قد لا يروق أسلوب الصين في سياسة الإقراض للغرب، لأن آلياتها غير واضحة أو مكشوفة لهم تماما، وهو ما حدا بأولاف شولتس وزير المالية الألماني بتوقيع اتفاق مع الصين لتعزيز التعاون والمراقبة والشفافية في مجال البنوك والتأمين، وفتح متبادل أكبر لأسواق البلدين. وكان من بين البنود التي بحثها المسئول الألماني في بكين شروط الإقراض التي يحددها نادي باريس لضمان أن القروض التي تقدمها الصين للدول الأفقر لإقامة مشروعات لن تتحول إلي أزمة ديون خانقة. كما حذر وزير التنمية الألماني جيرد موللر مؤخرا من اعتماد الاقتصاديات الأفريقية الصاعدة بشكل كبير علي القروض الصينية حيث إنها لا تتمتع بشفافية بشأن شروط تقديمها. وكان وزير الخارجية الصيني قد أشار الي أن بلاده تدرك صعوبات التمويل التي تواجهها بعض دول أفريقيا، لكن الأمر لا علاقة له ببلاده فمشكلة ديونها قديمة جدا وليست بالظاهرة الجديدة. لمزيد من مقالات إيناس نور