* 4 عقارات مخالفة فى كردون المنطقة الأثرية «أ» * مدير آثار الهرم: محاضر فورية للمخافين * الغرامة لا تتجاوز 10 آلاف جنيه وليس هناك نص للحبس
من يصدق أن هناك 4 عقارات يجرى بناؤها بالمخالفة لكل أحكام القوانين والتاريخ والعرف الأثرى! .. الجريمة التى كشفت عنها «الأهرام» ، وتوثقها الصور التى نجح الزميل أيمن برايز المصور الصحفى ب«الأهرام» فى التقاطها ، وهى صور نادرة وتاريخية ، تكشف عن مأساة حقيقية وجريمة ترتكب بجوار سور هرم خوفو. الصور التى التقطناها تزيح الستار عن تلك الجريمة ، فالعقارات الأربعة تقوم على أنقاض بيوت قديمة بجوار أهم أثر فى التاريخ، والصور يظهر بها أعمال البناء وسقالات الخشب والمحارة، وكذلك التشطيبات الحديثة التى لم تنته بعد وتظهر جهارا نهارا. الواقع المؤسف سيصدمك فور أن تصل إلى باب المنطقة الأثرية المعروفة باسم المنطقة «أ» على بعد مائة متر تقريبا من بوابة أبو الهول من الجهة الشرقية للسور، حيث يجرى هذا البناء فى حرم المنطقة التاريخية، وقد نجح البعض فى البناء على بقايا عقارات قديمة ورغم أن هذه المنطقة شديدة الأهمية لما يوجد أسفلها من مقابر وسراديب وممرات أثرية، وربما يتم اكتشاف مقابر جديدة بها، ومن المتوقع أن تعمل بها البعثة الأمريكية للكشف عن الآثار قريبا: وقد طلبت البعثة الروسية أيضا العمل بهذه المنطقة، حيث إن الدراسات تؤكد أهميتها وأنها لا تقل فى الأهمية عن الحرم الداخلى للهرم. «الأهرام» تواصلت مع أشرف محيى الدين مدير عام منطقة الهرم الأثرية وسألناه بشكل مباشر عن حقيقة هذه التعديات، وكيف وصل الأمر إلى هذه المنطقة؟، فقال: نحن نقوم بتحرير محاضر لأى تعديات تجرى على الفور وهناك عقوبات يتم تنفيذها على المخالفين. سألته.. كيف يمكن بناء هذه التعديات ومن المسئول؟ فقال إنها قديمة رغم أن الواقع يقول غير ذلك، وأشار إلى إزالة مئات التعديات واتخاذ قرارات بتغريم المخالفين وفقا لقانون حماية الآثار. وكشف المسئول عن آثار الهرم عن الجهود الكبيرة التى تبذلها أجهزة الأمن ووزارة الآثار لمواجهة هذه التعديات وحماية المنطقة الأثرية. بحثت فى القانون رقم 117 لسنة 1982 المعنى بحماية الآثار عن عقوبة البناء فى الحرم الأثرى فوجدت أن الغرامة لا تتجاوز 10 آلاف جنيه وليس هناك نص للحبس، وذلك برغم أن المخالفات والتعديات ترتكب فى حرم أثرى مؤكد يطلق عليه كردون المنطقة «أ» فى المنطقة القريبة من تمثال أبو الهول وهرم خوفو الذى يعد من عجائب الدنيا السبع. سألت الدكتور حسين عبدالبصير مدير المتحف والمشرف على مركز الدكتور زاهى حواس بمكتبة الإسكندرية والمدير السابق لمنطقة الهرم الأثرية حول هذه المخالفات، فوصفها بالجريمة البشعة فى حق الآثار والتاريخ، مطالبا بصدور قرار سيادى بإخلاء محيط منطقة الهرم، خاصة كردون المنطقة «أ» محل المخالفات، لأنها منطقة محرمة أثريا منذ سنوات وفقا للقانون والقرار رقم 90 لمجلس الوزراء، فقانون حماية الآثار يمنع الاقتراب من الحرم الأثرى الذى يمتد فى بعض الأماكن إلى أكثر من كيلو متر، وهذه المنطقة تعوم على جزء من المجموعة الهرمية للملك خوفو، وبها أجزاء من جبانة الجيزة، كما أن هذه المنطقة يطلق عليها اسم «سن العجوز» وهى تقع فيما بين مركز أبو الهول وتمتد شرقاً حتى مطلع الهرم، أيضا يوجد أسفلها الطريق الصاعد للملك خوفو ومعبد الوادي، فضلا عن الجبانة الشرقية وهذا كله من التراث العالمي، والجبانة الشرقية خاصة بالأفراد الذين عاشوا فى عهد خوفو وتتدرج المنطقة إلى مقابر الأفراد الذين عاشوا فى عهد خوفو ثم الأشراف والنبلاء. وطالب الدكتور حسين عبدالبصير بإخلاء منطقة نزلة السمان وإعادة النظر فى مربع المطاعم والمحال المجاورة لباب أبو الهول، وذلك بتضافر كل الجهود التنفيذية والأمنية وتحويل هذا المربع إلى مكان سياحى مفتوح بعد نزع ملكيات البيوت المحيطة بالهرم، لأن هذه المنطقة تعد أهم منطقة أثرية فى العالم. قلت له: عندما كنت مسئولا عن منطقة الهرم هل كانت تحدث مثل هذه المخالفات؟ أجاب عبدالبصير إن حماية الآثار عملية صعبة والتعديات حصلت بعد 25 يناير فى كل المناطق الأثرية، لكن الدولة مؤخرا استعادت قوتها، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يهتم جداً بالآثار والدولة المصرية تنتبه منذ سنوات طويلة لأهمية هذه المنطقة ويكفى التذكرة بأن دائرى الهرم لم يكتمل بسبب الحرم الأثري. وأضاف الدكتور عبدالبصير أن هناك جهودا كبيرة ومحاضر عديدة تحررها الآثار والداخلية والمحافظة، لكن المسئول بالمكان تواجهه العقارات القديمة المخالفة التى تطل على الهرم إخلاؤها يتطلب تضافر جهود كل أجهزة الدولة وتوفير بدائل مرضية لهؤلاء المواطنين، خاصة فى عملية نزع الملكيات، وبعد ذلك تتولى الآثار هذه المنطقة وتكون بحوزتها كاملة كما كانت فى العهود القديمة. أخيرا.. هل تتحرك أجهزة الدولة لإزالة هذه التعديات الصارخة التى تمثل جريمة لا تغتفر فى حق أهم منطقة أثرية بالعالم؟! وهل يتدخل وزير الآثار الدكتور خالد العنانى لحماية هذه المنطقة التاريخية من أيدى العابثين؟.