أكد فيليبو جراندى المفوض السامى لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة أن مصر بلد ذو أهمية كبيرة فى المنطقة وشريك مهم للمفوضية، ودولة مؤثرة فى كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي. كما تقع على مفترق طرق العديد من حركات السكان. وقال جراندى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس فى القاهرة بمناسبة زيارته لمصر : «هذا العام يكتسب أهمية خاصة، بسبب رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، ومرور خمسين عاما على اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية لعام 1969 بشأن اللاجئين، ومرور عشر سنوات على اتفاقية كمبالا». وكان جراندى الذى وصل إلى القاهرة قبل يومين فى زيارة رسمية إلى مصر لمناقشة أوضاع اللاجئين وعدد من القضايا الإقليمية والعالمية فى ضوء دور مصر كرئيس للاتحاد الإفريقى قد زار فى محطته الأولى من الزيارة مركز استقبال اللاجئين التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، حيث تحدث مع اللاجئين وطالبى اللجوء، وزار معرضا للاجئين يتضمن قطعا مصنوعة يدويا من قبل اللاجئين وطالبى اللجوء من جنسيات مختلفة من المقيمين فى جميع أنحاء مصر. ثم التقى المفوض بوزير التعليم الدكتور طارق شوقي، ووجه بهذه المناسبة الشكر إلى الحكومة المصرية لمنحها اللاجئين من سوريا والسودان وجنوب السودان واليمن إمكان الوصول إلى نظام التعليم العام. كما ناقش المفوض السامى التعاون الحالى مع الوزارة وسبل تعزيز دعم المفوضية، وتناول أيضا بحث سبل إثراء ثقافة الحوار مع اللاجئين وإدماج ثقافتهم ولغتهم فى الفصول كى يتفاعل الطلاب معًا للاستفادة الجماعية. وعقب اجتماعه مع وزير التعليم، أقام السفير حمدى سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية غداء عمل للمفوض السامى والمدير الإقليمى للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين لشمال إفريقيا والشرق الأوسط ، أمين عوض ، وممثل مكتب المفوضية فى مصر، كريم أتاسي، بحضور مسئولين رفيعى المستوى من الجانبين. ومن جانبه، أكد السفير حمدى لوزا أن مصر تولى اهتماما متساويا بكل اللاجئين بغض النظر عن جنسياتهم، وتحرص على تقديم الحماية الدولية لهم من منطلق التزام أخلاقى تتحمله الحكومة المصرية. وأشارت وزارة الخارجية فى بيان إلى أن المفوض السامى حرص خلال اللقاء على الإشادة بالجهود التى تبذلها الحكومة المصرية، والتى وصفها بأنها نموذج يُحتذى به، منوها إلى تقدير المنظمة للحماية التى تقدمها مصر للاجئين وحرية الحركة التى يتمتعون بها، وكذلك الخدمات التى توفرها لهم على الرغم من الأعباء التى يفرضها هذا الدور على الموارد الاقتصادية للدولة ومحدودية الدعم الذى تتلقاه. وبحث اللقاء أيضاً سبل معالجة الأسباب الجوهرية التى تؤدى إلى اللجوء وعلى رأسها الفقر والبطالة واستشراء الفساد وانتشار النزاعات المسلحة، فضلاً عن التطرق إلى الوضع الإقليمى وانعكاسات استمرار التوتر فى بعض المناطق على تدفقات اللاجئين. وخلال لقاء آخر مع اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، أشاد جراندى بالدور الذى تلعبه مصر فى توفير الحماية للاجئين وطالبى اللجوء، وجدد الطلب الذى قدمته المفوضية فى وقت سابق لتطبيق اللامركزية فى عملية إصدار تصاريح الإقامة وتمديد صلاحيتها، وهو ما أكد الوزير أنه يجرى حالياً النظر فيه. يذكر أن مصر تعتبر مثالاً رائداً فى المنطقة فى استضافة اللاجئين فى بيئة حضرية، دون وضعهم فى مخيمات، وفى تقديم الخدمات فى قطاعى الصحة والتعليم على قدم المساواة مع المصريين. وحتى 31 نوفمبر الماضي، تستضيف مصر أكثر من 242 ألف لاجيء وطالب لجوء «مسجل» من 58 جنسية مختلفة، بما فى ذلك سوريا (55%) والسودان (16.9%) وإثيوبيا (6,51%) وإريتريا (6,27%) وجنوب السودان (5,88%).