التطورات المتلاحقة فى قطاع البترول المصرى والأداء الذى يسبق المعدلات الموضوعة، تؤكد أن المستقبل واعد فى مجال الطاقة، وأن الهدف المرسوم بأن تصبح مصر مركزًا اقليميًا لتجارة وتداول الغاز والبترول، بات قريب المنال.. الأرقام تقول إن عام 2018 شهد طفرة فى إنتاج الغاز الطبيعي. حيث بلغ حجم المستخرج منه 6.6 مليار قدم مكعب يوميا، ووصل بنهاية العام إلى 6.75 مليار قدم مكعب. وهو ما مكن من تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز فى سبتمبر الماضي، ووقف استيراد الغاز تمامًا. فى الملف ذاته، تم الانتهاء فى 2018 من مراحل لزيادة إنتاج الغاز من 4 حقول كبرى فى المتوسط، ودخولها مراحل الإنتاج فى حقول ظهر وشمال الإسكندرية، ونورس وأتول التى يبلغ حجم استثماراتها 27 مليار دولار. ولم ينته العام الماضى دون أن يحقق قطاع البترول طفرة ايضا فى استخراج الزيت الخام والغاز، حيث تم انجاز 61 كشفًا بتروليًا بواقع 43 للزيت الخام و18 للغاز، وسجل متوسط إنتاج مصر من الخام والمتكثفات نحو 660 ألف برميل يوميًا. الأكثر من ذلك أنه تم طرح مزايدتين عالميتين للبحث والاستكشاف فى 27 منطقة بكل من خليج السويس والصحراء الغربية والشرقية والدلتا والبحر المتوسط. ولتقرير التعاون مع شركاء مصر الإقليميين والدوليين، وقعت مصر فى نهاية الربع الأول من 2018 مذكرة تفاهم للمشاركة مع الاتحاد الأوروبى لدعم خطة مصر فى التحول إلى مركز إقليمى للطاقة، خاصة أن دول الاتحاد الأوروبى تعد السوق الأكبر والنهائى للغاز شرق البحر المتوسط، ولا يمكن أن تفصل هذه الخطوات الواثقة على طريق الريادة الإقليمية لمصر فى هذا الصدد عن الخطوات التنفيذية التى سيقوم بها قطاع البترول العام الحالي. حيث سيتم عرض فرص البحث والاستكشاف عن البترول والغاز فى البحر الأحمر ولأول مرة بعد ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، ولا يخفى عن الخبراء الأهمية الجيولوجية والاحتياطيات المؤكدة فى هذه المنطقة، وبطول سواحلنا على البحر الأحمر، وهو ما سيضع مصر فى مرتبة مهمة اقليميا وعالميا فى مجال الطاقة، وما يعزز فرص مصر وريادتها فى هذا القطاع هو استخدام أحدث تكنولوجيات البحث والاستكشاف والمتمثل فى المسح الثلاثى الابعاد، الذى يحقق دقة أعلى واستغلالًا أمثل، وقد حقق هذا الأسلوب الحديث اكتشافات واعدة فى المناطق التى استخدم بها فى الصحراء الغربية. قطاع البترول نموذج ريادى قفز إلى صدارة المشهد الاقتصادى والقطاعات الأكثر نموًا.. مما يبشر بمستقبل واعد وريادة مستحقة لمصر فى قطاع الطاقة. لمزيد من مقالات رأى الأهرام