عندما اعتلى المسرح لتسلم جائزته كأفضل ممثل عن فئة الأفلام الدرامية خلال الدورة ال 76 لجوائز «جولدن جلوب»، قال الممثل الأمريكى المصرى الأصل، رامى مالك إن مشاعره «تفوق التأثر». تأثر مالك فى محله، فبخلاف أن فيلمه «بوهيميان رابسودي» أو «الملحمة البوهيمية»تصدر أفلام ليلة الجلوب، بعد أن حاز بخلاف لقب أفضل ممثل درامي، جائزة أفضل فيلم درامي، فذلك يعنى أن الممثل الشاب انضم إلى نادى «كبار هوليوود»، واقترب أكثر وأكثر من إمكانية الفوز بجوائز الأوسكار التى فى العادة ما تمهد «الجلوب» لها. جائزته الأخيرة ستزيد مسيرته تألقا، تلك المسيرة التى برزت أول الأمر بوصول أسرته المصرية مهاجرة إلى الولاياتالمتحدة عام 1978 من مدينة سمالوط التابعة لمحافظة المنيا. ولد مالك عام 1981 فى لوس أنجلوس بكاليفورنيا. درس المسرح فى جامعة «إسفانسفيل» بولاية إنديانا، ليتخرج حاصلا على بكالوريوس الفنون الجميلة عام 2003. ورغم صغر سنه، إلا أن نجمه لمع وبدأ الجمهور الأمريكى والعالمى يتعرف عليه عبر عدد من الأدوار التى أداها فى أفلام مثل «ليلة فى المتحف». النقلة الحقيقة كانت بأدائه شخصية القرصان الإلكترونى إليوت ألدرسون فى المسلسل»مستر روبرت» الذى فاز عنه بجائزة إيمى عام 2016. لكن جائزة «جلوب» مختلفة، فهى تضمه إلى نادى « كبار هوليوود» وأبرز النجوم الأمريكيين أصحاب الأصول العربية. فمن قبل مالك، حصد النجم العالمى عمر الشريف 3 جوائز جولدن جلوب، الأولى فى عام 1962 كأفضل ممثل مساعد عن «لورانس العرب»، والثانية كنجم قادم، والثالثة عن دكتور زيفاجو. وكان السيناريست والمخرج الأمريكى من أصول مصرية سام إسماعيل، قد فاز أيضا بالجولدن جلوب عام 2016 عن مسلسله «مستر روبوت» بطولة مالك، ليتفوق على المسلسل الشهير « لعبة العروش.» وفى كلمته عقب فوزه بالجائزة التى يتوقع أن تدفع به بقوة إلى صدارة المرشحين الأساسيين للفوز بجائزة أفضل ممثل خلال الدورة المقبلة من حفل الأوسكار المقرر له 24 فبراير توجه مالك بالشكر إلى فريق «كوينز» الموسيقى الذى لمع نجمه بالولاياتالمتحدة فى السبعينيات، ونال شهرة عالمية، وتناول فيلم مالك سيرته ومسيرته. وخص النجم الشاب فى كلمته بطلى الفرقة بريان ماى وروجر تايلور بشكر خاص لحرصهما على «استمرار الأصالة بالعالم» . وكان مالك الذى جسد شخصية ومسيرة بطل الفرقة ومؤلف الأغانى فريدى ميركوري، قد التقط صورا خاصة فى ختام ليلة «الجلوب» بصحبة ماى وتايلور اللذين حرصا على حضور مراسم «الجلوب». وأهدى مالك الذى حضر الحفل بصحبة والدته، الجائزة إلى شخص ميركورى الذى وافته المنية عام 1991، قائلا « هذا لك وبسببك، أنت رائع». وفيما يحتفى مالك بجائزته، كانت تعليقات النقاد وتحليلهم للفيلم بمثابة جائزة أخري، حيث أكد قسم كبير منهم أن مالك لم يؤد شخصية ميركوري، بقدر ما جسدها تجسيدا، وأنه بات من الصعب تذكر ميركورى بدون أن تحل صورة مالك محله. ويعتبر النجاح الذى حازه الفيلم بمثابة مكافأة كبيرة للقائمين عليه، بسبب الخلافات والأزمات التى واكبت صناعته، والتى بلغت حد انسحاب مخرجه الأساسى من مهمة تنفيذه فى مرحلة بالغة الدقة.