فى حياة الشعوب والدول رجال قلائل غيروا مجرى دولهم وأثروا بها وأحدثوا تغييرا مدويا عاش بعد رحيلهم سنوات وأصبحوا علامة بارزة في التاريخ سواء على المستوى العلمى أو الاجتماعى، وكذلك السياسي والعسكري منهم الزعيم السادات، الذي ولد من رحم المعاناة لأسرة فقيرة لم تتجاوز خط الفقر، لكنه ترك تاريخا مجيدا لدولته لا يزال التاريخ يذكره بعد رحيله بسنوات وسيظل يذكره طالما هناك حياة. الرئيس البطل المؤمن، رجل الحرب والسلام، صاحب القرار الصادم الذي أذهل العالم في حينه بزيارته التاريخية إلى الكنيست الإسرائيلي في خطوة غير مسبوقة لزعيم عربي وهي خطوة فريدة من نوعها تثبت مدى ما كان يتحلى به هذا الرجل من جرأة شديدة يحسد عليها في اتخاذه لأصعب القرارات التي غيرت وجه الحياة في المنطقة. هذا الرجل صاحب أخطر قرارات تاريخية بمصر والعالم العربي بتحمله قرار حرب السادس من أكتوبر، بعدما ظن الجميع ألا حرب إثر انهيار الجيش المصري بعد 67، لكنه بمكره ودهائه الشديد استطاع خداع العالم أجمع بما فيه الشعب المصري ذاته الذي أوقن تماما بعدم استطاعة جيشه العودة أمام الجيش الملقب بأنه لا يقهر، فكانت الخدعة الكبرى والقرار التاريخي والخداع الاستراتيجي والانتصار المدوي الذي أصبح يدرس في كليات العالم العسكرية. وأعقبه قرار السلام وهو منتصر بعد كم الضغوطات التي تعرض لها عالميا وعربيا، ولامه الأشقاء العرب ولو استمعوا لكلامه لتحررت فلسطين ومعظم الأراضي المحتلة من قبضة الكيان الصهيوني، ثم الزيارة التاريخية إلى عقر دار العدو الإسرائيلي وإلقاء خطابه الشهير بالكنيست ودعوته العالمية به إلى السلام العادل والدائم بين الشعوب. هذا الرجل ولد لابوين فقيرين من أسرة بسيطة تعاني شظف العيش، فوالده كان يعمل كاتبا بالمستشفى العسكري بالسودان، أما هو فامتهن العديد من المهن من أجل لقمة العيش ولتضليل البوليس السياسي، فعمل سائقا لسيارة لوري، وشيالا، ومقاولا، إضافة لعمله بوابا لحسن عزت، وصحفيا ومؤلفا وله العديد من المؤلفات أشهرها كتابه البحث عن الذات. قال عنه نيكسون: "السادات تجسيد للشرف والأمانة، ووصفه فورد بأنه من أعظم الزعماء في العالم، أما شاوشيسكو فقال: شخصية عامة وظف نفسه من أجل السلام الدائم والعادل ورفيق دربه جيمي كارتر، فأكد أنه كان يتعلم الكثير من السادات وعبر عن سعادته بأنه كان صديقا حميميا له. رحم الله السادات وكل من كان على شاكلته ممن أعطوا لأممهم الكثير دون أن يغنموا من ذلك، بل رحلوا إلى ربهم وهم مناضلين فقراء كما كانت بداياتهم. لمزيد من مقالات فهمى السيد