إذا كان عام 2018 الذى نطوى صفحاته الأخيرة مخيبا لآمال جماهير الكرة المصرية، بسبب نتائج منتخب بلادها الوطنى فى نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا ، فإن عام 2019 الذى نستشرف أيامه بكثير من الأمنيات الطيبة يعد فارقا فى تاريخ الكرة المصرية، إذ يحمل محطتين مهمتين لها. لعل أولهما نهائيات الأمم الإفريقية المقرر إقامتها فى يونيو المقبل، ومعها تتجدد الآمال فى العودة إلى صدارة القارة السمراء ، لا سيما إذا أقيمت البطولة على أرض مصر ، ليكون تنظيمها حدثا كبيرا لا يتوقف عند محيطه الكروى فقط، بل يحمل أبعادا فى هذه الحالة اقتصادية واجتماعية وسياسية. وإذا كان الأمر بلا شك سيمثل عامل ضغط إضافى على المنتخب الوطني، حيث لن تقل الامال عن الفوز بالبطولة فى هذه الحالة، فى الوقت الذى يتلمس فيه الخطى بتكوين جديد ، لم يصل بعد إلى مرحلة الاستقرار الفنى التى كان عليها وقت مشاركته فى أمم إفريقيا عام 2017 بالجابون. ومع ذلك يبقى الأمل دائما فى أن يتفوق اللاعب المصرى على نفسه، ليعيد مع جماهيره إلى الأذهان ذكريات عامى 1986 و2006 عندما اقتنصوا لمنتخب بلادهم الكأس الإفريقية على أرضهم وسط فرحة غامرة جمعت مصر كلها على قلب واحد. اما المحطة الثانية التى تكتسب أهمية للكرة المصرية فهى إقامة النهائيات الإفريقية للسن الأوليمبى على أرض مصر فى نوفمبر المقبل، وهى فى الوقت نفسه المؤهلة لنهائيات الدورة الأوليمبية المقرر إقامتها فى طوكيو 2020 ، والفوز بها مع الإجادة فى بطولة الكبار تفتح الآفاق لكأس العالم المقبلة ، إذ ستتزامن تصفياتها مع الانتهاء من التكوين الجديد لمنتخب البلاد، والذى بدأه الجهاز الفنى الحالى بقيادة أجيرى ، مستهدفا النزول بمعدل الأعمار ، ومعتمدا فى ذلك بشكل كبير على المنتخب الأوليمبى ، كما تابعنا خلال الفترة الأخيرة. ولعل من حسن الطالع ، أن يتوافر التوافق الفنى بين أجيرى المدير الفنى للمنتخب الأول، وشوقى غريب المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى من حيث طريقة اللعب والتنسيق التام فيما يتعلق بتجربة اللاعبين الجدد أو المحافظة على جاهزية ومعنويات أعضاء المنتخب الأول ممن هم لا يزالون فى سن صغيرة نسبيا .. ولم يتبق سوى التوفيق على مستوى النتائج التى تشحذ الهمم ، وهو ما نرجوه فى العام الجديد بإذن الله. لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل