بترشيح ودعم قوى من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فازت إنجريد كرامب كارينباور برئاسة حزب الاتحاد المسيحى الديمقراطى الحاكم فى ألمانيا، وأصبحت الوريثة السياسية التى من المنتظر أن تكمل مسيرة ميركل السياسية، الوسطية والإنسانية، والتى بدأت قبل 18 عاما. نشأت كارينباور فى أسرة كاثوليكية فى ولاية سارلاند جنوب غرب ألمانيا، ودرست العلوم السياسية، وانضمت إلى حزب الاتحاد المسيحى الديمقراطى فى عام 1981 وكان عمرها 19 عاما، وبعد نجاحها فى الحصول على درجة الماجستير فى العلوم السياسية استطاعت أن تشق طريقها للصفوف العليا فى الحزب. كارينباور تتمتع بالخبرة على جميع مستويات العمل السياسي، فقد عملت لمدة ستة أشهر كنائبة فى البوندستاج فى عام 1998، لكن رئيس الوزراء الألمانى آنذاك – بيتر مولر – دعاها لتولى الأمور السياسية فى ولاية سارلاند, وعلى مدى 12 عاما، ترأست كارينباور خلال عملها كوزيرة أربع وزارات مختلفة هى : السياسة الداخلية والأسرة والمرأة، والتعليم والثقافة، والعمل والشئون الاجتماعية، والعدالة. وخلال خلافتها لبيتر مولر فى رئاسة الوزراء، شغلت منصب حاكم ولاية سارلاند فى الفترة بين 2011 حتى 2018، وكانت أول امرأة تتولى رئاسة ولاية سارلاند. وتعد كارينباور شخصية براجماتية بسيطة المظهر، فهى هادئة فى تحليلاتها السياسية ونهجها السياسى معتدل، ففى الوقت الذى أيدت فيه سياسة ميركل تجاه ملف اللاجئين واتخذت موقفا ليبراليا تجاه حقوق المرأة والحد الأدنى للأجور، عبرت أيضا عن مواقف محافظة، فهى ككاثوليكية لديها نظرة تقليدية تجاه الزواج, وتعادى بشراسة زواج المثليين ومنحهم حقوق التبني. ومنذ ترشيحها لرئاسة الحزب تناولت كارينباور عددا من القضايا المحلية والدولية، وقالت إنها تريد تحسين إرث ميركل وستشجع الحوار داخل حزبها لمناقشة مختلف القضايا وطرح المقترحات, فهى تؤمن بالديمقراطية وتسعى دائما لأن تجعل الحكم للشعب. فهل ستكون خليفة لميركل أيضا فى منصب المستشارية فى 2021؟