كتب:عبدالحكيم أبو علم أخيرا وبعد سبعة أشهر كاملة, ظهرت الجماهير المصرية في مدرجات استاد الكلية الحربية أمس خلال مباراة الزمالك وتشيلسي الغاني بالجولة الخامسة لدوري رابطة الأبطال الأفريقي. فمنذ الاول من فبراير لم تقم مباراة في مصر بحضور الجماهير بل توقف النشاط الرياضي منذ ذلك التاريخ بسبب مجزرة مباراة المصري والاهلي في الدوري والتي راح ضحيتها74 قتيلا. ظهرت الجماهير أمس في المباراة التي انتهت بتعادل أبناء الرداء الابيض مع تشيلسي1-1 غاضبة من كل شيء واي شيء ولكنها وعكس المتوقع لم تتعرض للامن مطلقا, بل هاجمت الجماهير البيضاء في ظهورها الاول مجلس ادارة النادي خاصة رئيسه ممدوح عباس وطالبته بالرحيل بالهتاف ارحل ارحل عن النادي وكذلك اغلب لاعبي الفريق باستثناء محمد عبدالشافي الذي حل بديلا في شوط المباراة الثاني والحارس عبدالواحد السيد عندما قالت الزمالك اسم كبير.. عاوز لاعبين تلعب بضمير. انتزع الزمالك أخيرا النقطة الأولي له في دور الثمانية اثر تعادله مع تشيلسي أمس بهدف لكل منهما بعد ان خسر أربع مباريات متتالية وتذيل مجموعته مخالفا لكل التوقعات التي كانت ترشحه ليكون أحد فرسان الرهان في البطولة مع الاهلي والترجي ومازيمبي الكونجولي. ظهر الزمالك طوال المباراة وكأنه خائفا من الهزيمة ولم يقدم مستوي يستحق عليه الفوز والحصول علي نقاط المباراه ولكن مدربه فييرا ظهرت بصماته ووضح أنه لو وجد الأجواء المناسبة للعمل سيكون لفريقه شكل آخر. تأثر اداء الزمالك بغياب أحمد حسن ورزاق وأحمد جعفر لأسباب مختلفة وكذلك بغياب عمرو زكي وشيكابالا اللذين رحلا عن الفريق للاحتراف الخارجي ولم يكن لهما بديل في نفس مستواي كل منهما خاصة الفهد الأسمر! تعادل الزمالك ايجابيا ووضع نقطة في رصيده ومنح الأهلي بطاقة التأهل بشكل رسمي بعد ان أوقف رصيد تشيلسي عند6 نقاط ولم يمنحه الفوز الذي كان يبحث عنه. جاء الشوط الأول هادئا إلي حد بعيد ولم تستطع ان تتذكر منه بعد نهايته سوي هتافات جماهير الزمالك التي حضرت المباراة والتي امطرت لاعبيها بوابل من الهتافات التي تطالبهم بأن يلعبوا بقيمة اسم نادي الزمالك وتاريخه, اول عشر دقائق اعتمد البرتغالي فييرا علي مهاجم وحيد وهو عبدالله سيسيه وخلفه ثلاثة لاعبين محمد ابراهيم واسلام عوض وحازم امام بينما قام ابراهيم صلاح وعمر جابر بواجبات لاعب الوسط. قدم المدير الفني للزمالك طريقه جديدة علي ملاعبنا المصريه ولو أحسن لاعبوه تطبيقها وساعدتهم لياقتهم البدنية ومهاراتهم لانصفت فييرا كثيرا, فلقد فاجأنا البرتغالي بطريقة الياور الثنائي الذي طبقها المنتخب البرازيلي في مونديال1994 وكان أشهرهم بيبتو وروماريو. فلعب بطريقة هجومية تعتمد علي الثنائيات في الوصول للمرمي فأعطي تعليماته لحازم امام وأحمد سمير بصنع فرص والوصول لمرمي الخصم من الجهة اليمني ومحمد ابراهيم وصبري رحيل في الجهة اليسري واسلام عوض ومعه احد لاعبي الارتكاز ابراهيم صلاح او عمر جابر, وكلهم خلف المهاجم عبدالله سيسيه. لم ينفذ لاعبو الزمالك ما طلبه منهم المدرب وظهروا بعيدين عن مستواهم مطبقين لخطته بشكل فرعوني قديم علي طريقة موظفي الحكومة. تأثر الزمالك بشدة بنقص صفوفه خاصة في مركز المهاجم الذي لم يجد فيه البرتغالي سوي سيسيه فقط الذي كان عاجزا طوال الشوط الاول عن الافلات من الرقابة سوي مرة وحيدة اضاعها بغرابة شديدة خارج المرمي. ظهر الواعد الموهوب محمد ابراهيم صانع ألعاب الزمالك بشكل مميز وأربك بخطورته ومهارته مدافعي تشيلسي في الأوقات التي تحرك فيها وأحرز هدفا رائعا في الدقيقة12 من تمريره تعاونيه مع سيسيه داخل منطقة الجزاء وكلف مدافع المنافس نافيو انذارا عندما منع الكره بيده بعد ان حاول ابراهيم تجازه بطريقه استعراضية رائعة. عقب هدف الزمالك سيطر الفريق الضيف علي مجريات الشوط الاول وتبادل لاعبوه الكرة في سهولة ويسر في ظل غياب تام من مدافعي الزمالك ولم يمنحوا الزمالك سوي10 دقائق فقط ليفرح جماهيرهم بهدف ابراهيم حتي عاد نافيو ليحرز هدف التعادل في الدقيقه22 أثر ارتباك غريب لمدافعي الزمالك وظهر وكأن منطقة جزاء الزمالك غير موجود بها سوي عبدالواحد السيد حارس المرمي الذي تصدي للكره عدة مرات قبل ان يتمكن المدافع من تسديد الكرة في المرمي الخالي. بعد هدف التعادل حاول لاعبو تشيلسي اضافة الهدف الثاني لكن دون خطورة حقيقة في الوقت الذي اختفي فيه أبناء القلعة البيضاء تماما. الشوط الثاني حاول الزمالك تغيير طريقة لعبه مع بداية الشوط الثاني وأندفع لاعبوه نحو الهجوم بهدف إحراز الهدف الثاني وتحقيق أول فوز له في المجموعة بعد أربع هزائم متتالية وظل رصيده خاليا من النقاط. حاول فييرا بث الروح في لاعبيه بين الشوطين لكن عامل اللياقة البدنية لم يسعفهم نحو البقاء علي نفس المستوي طوال الشوط الثاني بسبب توقف النشاط الرياضي لسبعة أشهر كاملة. قدم الزمالك أداء متوسطا واضاع لاعبوه عددا من الفرص خاصة المهاجم المالي سيسيه ولكن جاء أغلبها بواسطة المهارات الفرديه لحازم امام ومحمد ابراهيم الذي اعاد البرتغالي فييرا اكتشافه بعد أن ابعده المعلم شحاته. حاول المدير الفني للزمالك تنشيط فريقه فدفع بلاعب الجبهة اليسري محمد عبدالشافي بديلا لاسلام عوض ثم محمد سعيد قطة بديلا لحازم امام. وصنع التغييرين الفارق لبعض الوقت اظهرا فريقا آخر فتحرك اللاعبون نحو مرمي المنافس وأضاع احمد سمير هدفا مؤكدا من تسديدة أخرجها مدافع تشيلسي من علي خط المرمي ثم سيسيه هدفا اخر بينما رفض الحكم احتساب هدف لاحمد سمير بداعي التسلل. حاول الفريقان خطف هدف يمنح أيا منهما الثلاث نقاط فتبادلا الفرص وان كان تشيلسي الأقرب في الدقائق الخمس الأخيرة لكن صفارة حكم المباراة سبقت الجميع نحو نهاية المباراة ليمنح كلا منهما نقطة هي الاولي للقلعة البيضاء في سباق البطولة الأفريقية الذي ودعه مبكرا ومنح غريمه ومنافسه التقليدي الاهلي والطرف الثاني في ديربي القاهرة بطاقة التأهل لقبل نهائي دوري رابطة الأبطال الأفريقي.