مازالت ظاهرة زواج الأطفال فى مصر مستمرة، وطبقاً للأرقام التى تصدر عن مؤسسات حكومية فإنها تزداد، فى قضية هى أشبه بجريمة حقيقية يرتكبها كل الأطراف المشاركين فيها، ويستحق فيها الجميع العقاب!. وجاءت المشاهد التى تناقلتها وسائل التواصل والإعلام لحفل خطوبة طفلين من كفر الشيخ لتضيف للقضية مأساة أكبر، وهى تلك الحالة التى كان عليها الطفلان، من رقص وقبلات وأحضان بينهما بمشاركة من الأهل، ثم نقل كل ماجرى على وسائل التواصل، على اعتبار أن مايجرى هو شيء عادى ومقبول اجتماعيا ودينياً وقانونياً، ولاشيء فيه!. واستكملت المأساة حلقاتها عندما أكد أهل الطفلين، أن ماجرى لا مشكلة فيه وأن المبالغة فى تناوله لايستحق كل هذا!. والواقع أن هؤلاء الأهل قد أمنوا العقاب لهذه الجريمة التى يقدمون بها أسوأ نموذج لتربية طفل، واغتيال مُتعمد لبراءتهم، ومعها لم يتورعوا فى الحديث بهذا التعالي. إن ترك القانون والدولة مثل هؤلاء دون تجريم جديد لمساهمتهم فى ظاهرة زواج الأطفال بهذا العلن، يحتاج إلى إعادة نظر حقيقى لمواجهتهم ومواجهة كل من يسهم في تقديم هذا النموذج السيئ لمفهوم الطفولة. من أسباب حدوث زيجات الأطفال ربما يرجع لعادات اجتماعية أو لأسباب اقتصادية، وأنها ليست بجديدة لكن مانعرفه أيضاً أن أطفالنا فى مصر خاصة بعد سنوات مابعد ثورة يناير وما رأوه من أحداث، وتغيرات اجتماعية وإنسانية عنيفة بالمجتمع ودخولهم عصر شبكات التواصل الاجتماعى والانفتاح على عالمه بكل مافيه من سوء أصبحوا يواجهون ونواجه معهم خطراً كبيراً يحتاجون معه إلى رؤية شاملة نتعامل فيها بوعى لإنقاذهم وإنقاذ مستقبلنا من التداعيات السلبية لما يجري. نحتاج إلى رؤية تترك لهؤلاء الأطفال طفولتهم وبراءتهم، بدلاً من قتلها! لمزيد من مقالات حسين الزناتى